دراسات حول فوائد الماء القلوي
زاد استهلاك الماء القلوي في السنوات الأخيرة؛ بسبب اعتقاد العديد من الأشخاص باحتمالية وجود فوائد صحية لاستخدامه، إلا أنّ ذلك غير مؤكد، وما زالت هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لإثبات هذه الفوائد، ونذكر فيما يأتي بعض الدراسات التي بحثت في فوائد الماء القلويّ:[١] أشارت إحدى الدراسات التي نشرتها مجلة Bone عام 2009، والتي ضمّت 30 امرأةً متوسط أعمارهنّ 30 عاماً إلى أنّ أولئك اللاتي شربن المياه المعدنية القلويّة الغنيّة بالبيكربونات والكالسيوم قلّت لديهنّ عمليّةٌ تُعرَف بارتشاف العظام (بالإنجليزية: Bone resorption) بشكلٍ أكبر من النساء اللاتي شربن المياه المعدنيّة الحمضيّة الغنيّة بالكالسيوم، ولذلك اقترح الخبراء في الدراسة أنّ الماء القلويّ قد يساعد على تعزيز صحة العظام.[٢] وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ عمليّة ارتشاف العظام هي العمليّة التي يحدث خلالها تكسير الخلايا العظميّة القديمة واستبدالها بأخرى جديدة.[١] أشارت دراسة نشرتها مجلة PLoS One عام 2018، والتي شملت 16 شخصاً؛ إلى الأشخاص الذين شربوا الماء القلويّ حافظوا على التوازن بين الحموض والقواعد في أجسامهم بشكلٍ أفضل، كما لوحظ تحسّن في الأداء الرياضي أثناء ممارسة التمارين اللاهوائية عالية الشدة، مقارنةً بالأشخاص الذين شربوا مياه الصنبور العاديّة.[٣] أشارت دراسةٌ مخبريّةٌ نشرتها مجلة Annals of Otology, Rhinology & Laryngology عام 2012، إلى أنّ الماء القلوي الذي يمتلك أسّاً هيدروجينيّاً (pH) 8.8 يثبّط إنزيم الببسين (بالإنجليزية: Pepsin) الذي يهضم الطعام في المعدة، وقد يساهم في المحافظة على مستويات الحموضة أيضاً، ويُعتقد أنّ ذلك قد يكون مفيداً للأشخاص المصابين بحالة الارتداد المعدي المريئي (بالإنجليزية: Reflux Disease)، ولكن يجدر التنبيه إلى أنّ هذه الدراسة قد أُجريت في المختبر، ولا يُعرف فيما إذا كان هذا التأثير قد يحدث عند البشر، ولذلك ما زالت هناك حاجةٌ إلى المزيد من الدراسات لتأكيد ذلك.[٤] ويجدر التنبيه هنا إلى أنّ تأثير الماء القلويّ الذي يقلل مستويات الأحماض في المعدة؛ قد يسبّب بعض المشاكل الصحيّة، يمكنك القراءة المزيد عن ذلك في فقرة أضرار الماء القلويّ الموجودة أدناه.[٥] أشارت دراسةٌ أوليّةٌ نشرتها Shanghai Journal of Preventive Medicine عام 2001، إلى أنّ شرب الماء القلوي الأيونيّ من الممكن أن يساعد على تحسين مستويات ضغط الدم، وسكر الدم، ودهون الدم، إلّا أنّ هذه الدراسة أوليّة وغير مؤكدة، وما زالت هناك حاجةٌ لإجراء المزيد من الدراسات لتأكيد هذه النتائج.[٦] أشارت دراسة نشرتها Journal of the International Society of Sports Nutrition عام 2016، إلى أنّ شرب الماء القلويّ، بعد الجفاف الناتج عن أداء التمارين، يساعد على التقليل من عامل لزوجة السوائل بمعدل 6.30%، في حين إنّ الماء العاديّ قلل اللزوجة بمعدّل 3.36%، وعليه فقد أشار الباحثون في الدراسة إلى أنّ الماء القلويّ قد يُعدّ مفيداً للتقليل من لزوجة الدم وتحسين تدفقه في الجسم.[٧] وتجدر الإشارة إلى أنّ مفهوم لزوجة الدم يشير إلى مدى كفاءة تدفق الدم عبر الأوعية.[٥] وتجدر الإشارة إلى أنّه قد شاع بين البعض الاعتقاد بأنّ الماء القلويّ يوفر الرطوبة للجسم بشكلٍ أكبر من الماء العاديّ، وفي الحقيقة فإنّ هذا غير صحيح، كما أنّ جسم الإنسان قادرٌ وحده على تعديل الأسّ الهيدروجينيّ بما يناسبه بغضّ النظر عن نوع الماء الذي يشربه الشخص، ولذلك فإنّ الماء العاديّ يُعدّ كافياً، ومن غير الضروريّ شرب نوعٍ آخر من الماء، ففوائده الصحيّة غير مثبتة.[٨] هل الماء القلوي مفيد للسرطان يعتقد البعض أنّ الماء القلويّ يقلل خطر الإصابة بمرض السرطان، إلاّ أنه لا توجد أيّ أبحاثٍ فعليّةٍ لتأييد هذه الفرضيات أو دحضها،[١] وتجدر الاشارة إلى أنّ شرب الماء القلوي لا يساعد على التحسن أو التقليل من خطر الإصابة بالسرطان أو أيٍّ من الأمراض الأخرى، وللمحافظة على الصحّة وتقليل خطر الإصابة بهذه الأمراض يُنصح دائماً باتّباع نمط حياةٍ صحيٍّ ونشيط، والتركيز على تناول كميّاتٍ كافيةٍ من الأطعمة النباتيّة، وشرب كميّاتٍ كافيةٍ من الماء، وممارسة الرياضة مدة 30 دقيقة يومياً، والابتعاد عن التدخين