أخبار العالمأهم الاخبارتقارير

روسيا تطلق حملات تزعم انتحار الرئيس الأوكراني “فولوديمير زيلينسكي”

إيران تطلق حملات تستهدف السعودية وإسرائيل على خلفية الصراع الروسي الأوكراني

 

 

 * تستغل الجهات الفاعلة المؤيدة لبكين وإيران الحرب في أوكرانيا لنشر معلومات مضللة تدعم المصالح السياسية لهذه البلدان وبالتحديد تعزيز الروايات المعادية للغرب

* توصل الباحثون إلى أن الحملات الإلكترونية الإيرانية تستخدم الغزو الروسي لجارتها الأوكرانية كغطاء لاستهداف المملكة العربية السعودية وإسرائيل.

الكويت – غلوبل : في تقرير جديد صادر عن شركة مانديانت، الشركة الرائدة عالمياً في استقصاء التهديدات السيبرانية، أجرى كل من ألدن ولستروم و أليس ريفيلي و سام ريديل و ديفيد ماينور و ريان صيربيان تحليل العديد من العمليات المعلوماتية التي لاحظها الفريق ضمن استجابته للنزاع في أوكرانيا. وأسند هذه الحملات المضللة إلى جهات فاعلة تعمل لحساب دول قومية لها باع طويل في هذا النوع من الهجمات مثل روسيا وبيلاروسيا والصين وإيران.

حيث أشار التقرير إلى أن الجهات الموالية لروسيا ادعوا زوراً أن الرئيس الأوكراني “فولوديمير زيلينسكي” قد انتحر في محاولة للتأثير على الرأي العام خلال حرب موسكو ضد أوكرانيا، بهدف خفض الروح المعنوية العامة واحداث بلبلة في صفوف الحكومة الأوكرانية وتقويض عزيمة الجنود والمواطنين الأوكران في مواجهة روسيا.

وأضاف البحث التي نشرته مانديانت، إلى أن شائعات انتحار الرئيس الأوكراني، زيلينسكي، هي واحدة ضمن عدة عمليات إعلامية من جهات روسية و بيلاروسية مشتبه بها، والتي تهدف إلى خداع الشعب في أوكرانيا وروسيا وأماكن أخرى في أوروبا، أو على الأقل تشويش الحقيقة عن ما يجري في الصراع الدائر منذ فبراير الماضي.

وأكدوا المحللون بأن مثل هذه الحملات تؤكد التزام الكرملين أكثر من أي وقت مضى بحرب المعلومات والجهود المبذولة لخلق شائعات بشأن الصراع الروسي الأوكراني، وذلك لخفض الروح المعنوية للشعب الأوكراني والجنود.

فيما زعمت حملة مضللة أخرى حديثة تم تداولها باللغتين الأوكرانية والروسية زوراً أن الحكومتين الأوكرانية والبولندية سعت إلى تمكين القوات البولندية من الانتشار في غرب أوكرانيا. وادعى أحدهم في أوائل أبريل / نيسان أن بولندا حاولت استخدام “استفزاز” مزعوم قامت به أوكرانيا لنشر قوات بولندية في البلاد.

الموت للشيطان الأكبر

في ظل الصراع الدائر في أوكرانيا، استغلت إيران الموقف وأعادت تصميم حملاتها المضللة بهدف زيادة الترويج لرسائلها المناهضة للولايات المتحدة وحلفائها. ومن ضمنها حملة “جبهة حرية الصحافة” (LFP) المؤيدة لسياسات إيران والتي بدأت “مانديانت” بتتبعها منذ عام 2018، بالإضافة إلى حملة التضليل الأخرى التي أطلقت عليها الشركة الأمنية اسم ” إيندلس ماي فلاي” (Endless Mayfly) المتحالفة مع إيران والتي تم الإبلاغ عنها في عام 2019.

ولأول مرة في هذا البحث، أطلقت “مانديانت” على مجموعة التهديد الفاعلة المؤيدة للحكومة الإيرانية اسم “رومينغ ماي فلاي” بسبب تشابهها مع حملة “إندلس ماي فلاي”. وهذه الحملات ليست جديدة، لكن النشاط والتركيز تم توجيهه بشكل أكبر نحو استهداف أعداء إيران في المنطقة تحت زريعة الغزو الروسي لأوكرانيا.

تضمنت بعض الحملات الموجهة التي أطلقتها جهات التهديد الفاعلة التي تروج لرواية الحكومة الإيرانية رسائل وجهت خصيصاً للجمهور الناطق باللغة العربية، تفيد بأن الولايات المتحدة قد تخلت عن أوكرانيا كما فعلت مع أفغانستان أثر انسحابها في عام 2021. كان هدف هذه الحملات التركيز بشكل كبير وبث رسائل تؤكد بأن الولايات المتحدة تتخلى عن حلفائها بدلاً من تقديم الدعم أثناء أي غزو يتعرضون له.

بالإضافة إلى حملات أخرى ورسائل تروج للنفاق الغربي والعنصرية، استخدمت الحملات المؤيدة لإيران غزو أوكرانية لتسليط الضوء على كيفية استجابة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والعقوبات التي فرضتها تجاه روسيا على أعقاب غزوها لأوكرانيا مقارنةً بكيفية تعاملهم مع المملكة العربية السعودية بعد الحرب الذي شنتها في اليمن.

خلق المزيد من التوترات بين روسيا وإسرائيل

كما وثقت “مانديانت” أيضاً أن حملة “رومينغ ماي فلاي” عملت على استهداف الجماهير الروسية عشية إطلاق العملية العسكرية ضد الجارة أوكرانيا، حيق أكد الباحثون الذي أعدوا هذا التقرير بأنه عبارة عن محاولة لزيادات التوترات بين روسيا و إسرائيل. فقد تم ذلك على وجه التحديد، من خلال استخدام حساباً مزيفاً على منصة “تويتر” انتحل شخصية الصحفي الروسي “فيودور لوكيانوف” ليشير إلى أن المخابرات الإسرائيلية كانت تدعم أوكرانيا، وأنها دعمت أيضاَ الاحتجاجات العنيفة التي حدثت فيها في الأعوام 2000 و 2004 و 2014.

ربط الباحثون في التقرير أيضاً، وجود جهة تهديد فاعلة مدعومة من الحكومة الصينية أطلقت مانديانت عليها اسم “دراغون بريدج” استخدمتها الصين ضمن حملة تضليل مستمرة تزعم وجود معامل مرتبطة بوزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” تجري أبحاث وأنشطة سرية عن الأسلحة البيولوجية في أوكرانيا.

ومن الصعب قياس مدى تأثير أو مدى انتشار هذا النوع من الحملات المضللة، ولكن الفوضى العامة وحالة عدم الثقة التي تزرعها هي بحد ذاتها نتيجة ناجحة وإحداث بلبلة في الرأي العام.

في حين يعد إنشاء تدفق للمعلومات المشكوك فيها بهدف التأثير على الرأي العام فيما يجري في منطقة نزاع معينة يطرح الكثير من الأسئلة أو المخاوف بشأن ماهية هذه الأخبار وصحة مصادرها أو ماهي المصادر الواجب اتباعها. وهذا ما يخلق حالة من الارتباك أو عدم المعرفة عن إمكانية الوثوق بشكل تم من الأخبار التي يتم نشرها عبر مواقع الويب المختلفة أو تلك الموجودة عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى