أهم الاخبارمقالات

التنمية المستدامة وتمكين الدولة اقتصاديّاً

مقالات

 

بقلم : صالح ناصر الصالح 

 

تتردد كلمة التنمية المستدامة علي الأذهان إلا أن الكثير منا لايعرف مضمونها  أومفهومها سواءاً الاقتصادي أوالتنموي والمجتمعي لذا أود أن اشيربداية إلي مفهوم التنمية المستدامة لنتحقق من البعد الاستراتيجي لهذا المصطلح ” التنمية المستدامة ”  التي تعرف بأنها خطة لتحقيق مستقبل أفضل وأكثر استدامة للجميع  ،وهي عملية تطوير الأرض والمدن والمجتمعات وكذلك الأعمال التجارية بشرط أن تلبي احتياجات الحاضر بدون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية حاجاتها، وتلك هي حقيقة المصطلح النظري ، اما الحقيقة العملية للتطبيق الفعلي والملموس ، فهي تكمن في تكوين مجموعة من الأهداف التي يجب تنفيذها لتحقيق الواقع وبناءا عليه تتصدى الأهداف الرئيسية للتنمية المستدامة لمواجهة التحديات العالمية التي نواجهها، بما في ذلك التحديات المتعلقة بالفقر وعدم المساواة والمناخ وتدهورالبيئة والازدهار والسلام والعدالة. ولذا ترتبط الأهداف، مع الرؤي التنموية 2030 لبعض الدول و2035 لدول اخري ومنها الكويت ،والتي وضعت من أجل أن لا يتخلف أحد عن الركب، ولذا اصبح من المهم تحقيق كل هدف من الأهداف بحلول عام 2030.

وفي ظل التنافس العالمي بين الدول للنهوض بكافة قطاعاتها واكتساب الميزة التنافسيّة في الأسواق الدولية  والتمكن من الوقوف بقوة في ساحة الأعمال الدوليّة بشتى مجالاتها أضحى مفهوم التنمية أساساً لتمكين الدولة اقتصاديّاً وسياسياً واجتماعياً وعسكرياً وديمغرافياً، حيث تسعى الدول إلى تحقيق التنمية المستدامة الداخليّة لنفسها بهدف الحفاظ على سيطرتها على مواردها الداخليّة وعلى حكمها، ومنع تدخل القوة الأخرى المهيمنة، والتي تهدف بشكل رئيسي إلى السيطرة عليها واستنزاف طاقاتها ومواردها والتحكم بها، بحجة النهوض بها وإعادة تأهيلها، مما جعل هذا القطاع التنموي أساساً لتحقيق الحياة الكريمة للشعوب أولاً، ثم للاحتفاظ بالاستقلاليّة والحق في صنع القرارات ثانياً.

ونظراً لأهمية هذا القطاع اخترنا أن نتحدث بشكل  مختصر في هذا المقال عن مفهوم التنمية لتحريك المنوطين بها للتسريع بالعمل الجاد من جانب ولاكتساب معرفة  من جهة اخري ،ونأمل أن تحقق الاستفادة والقصد

ولاشك أن الجميع حكومات وشعوب يعلم خطورة التدهورالبيئي الذي يتطلب تضافرالجهود الدولية والإقليمية ونتفيذ المشاريع والبني التحتية لتأسيس مدن خضراء وطاقة نظيفة للتغلب عليها مع عدم التخلي عن حاجات التنمية الاقتصادية وكذلك المساواة والعدل الاجتماعي

وكما تتمثل اهداف التنمية المستدامة في القضاء على الفقروالجوع وتوفير الصحة الجيدة والرفاه وتطويرالتعليم و الحد من أوجه عدم المساواة ،والمساواة بين الجنسين وتعزيزوفرة المياة النظيفة مع النظافة الصحية وتوفير الطاقة النظيفة وبأسعارمعقولة ، أيضا تتمثل في توفير فرص العمل اللائق ونمو الاقتصاد والصناعة والابتكاروالهياكل الأساسية وتشييد مدن ومجتمعات محلية مستدامة وتوفيرأنماط الاستهلاك والإنتاجية المستدامة ”وإنتاج المزيد بشكل أفضل وبتكلفة أقل والعمل المناخي بحيث يضمن التوصل إلى حلول لتغير المناخ عدم تعثر التقدم المحرز بسبب تلك الظاهرة

وتعرف التنمية المستدامة بمفهومها الشامل والعام على أنّها عبارة عن نشاط شامل لكافة القطاعات سواء في الدولة أم في المنظمات اوفي مؤسسات القطاع العام أو الخاص أو حتى لدى الأفراد، حيث تشكل عملية تطوير وتحسين ظروف الواقع، من خلال دراسة الماضي والتعلم من تجاربه، وفهم الواقع وتغييره نحو الأفضل، والتخطيط الجيد للمستقبل، وذلك عن طريق الاستغلال الأمثل للموارد والطاقات البشريّة والمادية بما في ذلك المعلومات والبيانات   وتهدف بشكل رئيسي إلى رفع وتحسين مستوى المعيشة لدى الأفراد، وضمان معيشة أفضل للأجيال القادمة

وعقب ان تعرفنا علي مفاهيم واهداف التنمية المستدامة نعرج علي اهتمامات حكومة الكويت بالتنمية المستدامة  ومدي تركيزها علي تبني اهدافها وفقا لموارد وثروات واحتياجات تحسين مستوي المعيشة ومدي ارتباط ركائز رؤية 2035 بأهداف التنمية المستدامة لنعرف امكانية تطبيق اسس التنمية الاستدامة من عدمه  وربطها مع الخطط التنموية المستقبلية  وامكانية طلب تحقيق التنمية المستدامة ومدي تكوين شراكات ناجعة بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني ، تُبنى على أهداف ورؤى مشتركة لرفع كفاءة البنية التحتية للمدن ودعم تنفيذ المهام الحضرية المتضمنة في وثيقة 2030 للتنمية المستدامة التي تحتوي على 17 هدفا رئيسيا ومعتمدة من 193 دولة والكويت في مقدمة هذه الدول.

ومن خلال ماتقدم نتساءل  ما خطط الحكومة التي اتخذتها لتطبيق اسس التنمية المستدامة في الكويت ؟ وهل ادرجت التنمية المستدامة ضمن المخطط الهيكلي الرابع ؟ ومتي يمكن أن نطبق مفاهيم التنمية المستدامة ؟ ولماذا لم تفصح الأجهزة المنوطة بالتنمية عن برنامجها الزمني حول ارساء التنمية المستدامة ؟

وما التطورات التي قدمتها الحكومة بعد كلمة وفد الكويت لدى الأمم المتحدة خلال المناقشات العامة للجنة الثانية “الاقتصادية” للدورة الـ 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة قبل عام ونصف حيث اكد وفد الكويت آنذاك انها البلاد لن تدخر جهدا في تعزيز الجهود المبذولة للارتقاء بالتنمية الاجتماعية حيث اكد المشاركين من الدول الكبري والصغري علي أهمية تضافر الجهود المشتركة وتقاسم المسؤوليات وتبادل الخبرات كمجتمع دولي لتحسين رفاه شعوب العالم ونوعية حياتها وفقا لأهداف التنمية المستدامة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى