مونديال قطر .. المغرب يبحث عن انجاز تاريخى امام البرتغال اليوم .. وصدام نارى بين فرنسا وانجلترا فى دور الثمانية
ملايين العرب يحلمون بإنجاز لم يتحقق من قبل بالمونديال .. ومبابى يقود كتيبة فرنسا أمام الإنجليز
![](https://www.global-mag.com/wp-content/uploads/2022/12/المغرب-فرحة.jpg)
الدوحة – غلوبل – بعد المسيرة المذهلة لمنتخب المغرب فى نهائيات كأس العالم، المقامة حاليا فى قطر، تطمح جماهير الكرة العربية لمواصلة منتخب (أسود الأطلس) مشواره الأسطورى فى المونديال الاستثنائي، الذى يجرى للمرة الأولى فى الوطن العربي.
وسيكون منتخب المغرب على موعد مع حلم آخر، كان منذ فترة قصيرة بعيد المنال، بالتأهل للدور قبل النهائى لكأس العالم، حينما يواجه منتخب البرتغال، فى السادسة من مساء اليوم بتوقيت الكويت، على ملعب (الثمامة) فى دور الثمانية للمونديال القطري.
ويسعى منتخب المغرب، الذى يشارك فى المونديال للمرة السادسة فى تاريخه، لأن يكون أول فريق إفريقى وثالث منتخب من خارج أوروبا وأمريكا الجنوبية يتواجد فى المربع الذهبى للمونديال، بعد منتخبى الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية عامى 1930 و2002 على الترتيب. وجذب منتخب المغرب جميع الأنظار إليه فى المونديال الحالى بفضل نتائجه الرائعة وأداء نجومه الاستثنائى خلال مسيرته فى البطولة، ما يجعله يقف على قدم المساواة مع عمالقة كرة القدم فى العالم حاليا.
وأبهر منتخب المغرب كل متابعى البطولة بمستواه المذهل منذ مباراته الافتتاحية بالمونديال، ليواصل أداءه التصاعدى فى البطولة، ويتصدر المجموعة السادسة «الصعبة»، التى ضمت اثنين من أبرز المرشحين للمنافسة على اللقب، هما منتخب كرواتيا، وصيف النسخة الماضية للمسابقة عام 2018، ومنتخب بلجيكا، صاحب المركز الثالث فى المونديال الماضي، الذى يحتل المركز الثانى عالميا فى آخر تصنيف للمنتخبات صادر عن الاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا). وواصل المنتخب المغربي، الذى دخل النسخة الحالية للمونديال وهو فى المركز الـ22 عالميا والثانى إفريقيا، أداءه البطولى فى دور الـ16 بالبطولة، ليطيح بمنتخب إسبانيا، الذى يتفوق عليه بفارق 15 مركزا فى تصنيف فيفا، ليحرمه من تحقيق حلمه باستعادة كأس العالم التى توج بها عام 2010 بجنوب إفريقيا.
ويعول منتخب المغرب على صلابة خط دفاعه وبسالة حارس مرماه ياسين بونو، الذى لعب دورا بارزا فى صعود الفريق لدور الثمانية بعد تصديه لركلتى ترجيح أمام إسبانيا، ليصبح أول حارس عربى يحقق هذا الإنجاز فى تاريخ كأس العالم.
كما شهدت البطولة تألقا لافتا من نجم وسط الملعب سفيان امرابط، الذى خطف اهتمام العديد من أندية الصفوة بأوروبا مثل توتنهام هوتسبير وليفربول الإنجليزيين وإنتر الإيطالي، وكذلك الظهيران أشرف حكيمى ونصير مزراوي، اللذان عززا كثيرا من قدرات الفريق الدفاعية.
كما تضع جماهير المغرب آمالا عريضة على قدرة الثلاثى الهجومى حكيم زياش وسفيان بوفال ويوسف النصيرى على صنع الفارق خلال مواجهة دفاع منتخب البرتغال، الذى كان أكثر فرق دور الثمانية استقبالا للأهداف، بعدما اهتزت شباكه 5 مرات، خلال مبارياته الأربع التى خاضها فى البطولة حتى الآن.
ويبدو أن المدرب المحلى وليد الركراكي، المدير الفنى لمنتخب المغرب، لا يكتفى بما وصل إليه فريقه، حيث يطمح للوصول إلى أبعد مدى فى كأس العالم.
وقال الركراكى: «لا يهمنى أن أكون أول مدرب عربى وإفريقى يصل لدور الثمانية بالمونديال، لا أحب شخصنة الأمور، إذا امتلكت المهارات ستقدم أشياء جيدة، عملت جاهدا للوصول إلى هنا، ولدى طموحات لا حدود لها، وأحاول نقلها للاعبين».
وأضاف المدرب المغربى: «نمتلك جيلا جديدا بعقلية متطورة وكل ما كان سلبيا أصبح من الماضي. لقد تطورنا ونريد أن نكون منافسين، فهذا ليس منتخب المغرب قبل 4 أعوام. لقد أظهرنا أن منتخبنا من ضمن المنتخبات العظمى»،وأكد: «هدفنا الصعود للدور التالي. نرغب فى التأهل، ونريد أن نجعل بلادنا فخورة بنا بكل ما لدينا من قوة».
من جانبه، يحلم منتخب البرتغال، الذى يشارك فى كأس العالم للمرة الثامنة فى تاريخه، بالصعود للدور قبل النهائى للبطولة للمرة الثالثة، بعدما بلغ المربع الذهبى للمونديال عامى 1966 بإنجلترا، حيث حصل حينها على المركز الثالث، وفى نسخة 2006 فى ألمانيا، التى شهدت نيله المركز الرابع.
وتضاعفت المشاكل داخل غرفة ملابس الفريق، لاسيما بعد الأزمة التى نشبت بين النجم المخضرم كريستيانو رونالدو، وفرناندو سانتوش مدرب الفريق، حينما استبدله فى مواجهة كوريا الجنوبية بالجولة الأخيرة لدور المجموعات.
وقرر سانتوش إزاء تلك الأزمة استبعاد رونالدو من قائمة البرتغال الأساسية التى خاضت مواجهة سويسرا فى دور الـ16، يوم الثلاثاء الماضي.
وكانت هذه هى المرة الأولى التى يتم فيها استبعاد رونالدو، الفائز بجائزة أفضل لاعب فى العالم 5 مرات، من القائمة الأساسية لمنتخب البرتغال خلال إحدى مباريات البطولات الكبرى منذ عام 2008.
وغرد رونالدو (37 عاما) عبر حسابه الشخصى على موقع (تويتر) للتواصل الاجتماعى: «لدينا مجموعة من اللاعبين أقوى من أن يتم كسرها بواسطة القوى الخارجية».
وأضاف: «نحن فريق شجاع لا يهاب أى منافس.. نحن فريق جماعى بكل معنى الكلمة.. وسنقاتل حتى النهاية من أجل حلم التتويج بكأس العالم». يذكر أن الفائز من تلك المباراة سوف يلتقى فى الدور قبل النهائى على ملعب (خليفة الدولي)، يوم الأربعاء القادم، الفائز من مباراة إنجلترا وفرنسا.
ويختتم دور الثمانية للمونديال بمواجهة فى العاشرة مساء بتوقيت الكويت بين اثنين من عمالقة الساحرة المستديرة فى العالم بصفة عامة وأوروبا على وجه الخصوص، وذلك حينما يلتقى منتخب فرنسا نظيره الإنجليزى على ملعب (البيت).
وقدم كلا المنتخبين أوراق اعتمادهما كمنافسين بارزين على لقب المونديال هذا العام، حيث تصدرا مجموعتيهما فى مرحلة المجموعات، قبل أن يحجزا مقعديهما فى دور الثمانية عن جدارة واستحقاق. وأصبح كيليان مبابي، الذى تقمص دور البطولة فى المباراة بتسجيله هدفين وصناعته لهدف لجيرو، أول لاعب يسجل 9 أهداف طوال مسيرته بكأس العالم قبل أن يبلغ عامه الـ24، متفوقا على الأسطورة البرازيلى بيليه، الذى أحرز 7 أهداف فى ذات السن.
وكان مبابى أحرز 4 أهداف فى ظهوره الأول بالمونديال فى النسخة الماضية بروسيا، ليلعب دورا بارزا فى تتويج منتخب فرنسا بلقبه الثانى فى كأس العالم، بعدما سبق له أن أحرز اللقب أيضا عام 1998، عندما استضاف المسابقة على ملاعبه.
ويأمل مبابى فى مواصلة هوايته فى هز الشباك بالبطولة من أجل تعزيز صدارته لقائمة هدافى النسخة الحالية للمونديال قبل انطلاق مباريات دور الثمانية، برصيد 5 أهداف حتى الآن، علما بأنه أصبح ثانى فرنسى يصل لهذا العدد من الأهداف فى نسخة واحدة بكأس العالم بعد جوست فونتين، الذى أحرز 13 هدفا فى مونديال 1958 بالسويد.
من جانبه، بدأ منتخب إنجلترا، الساعى للفوز بكأس العالم للمرة الثانية فى تاريخه بعدما توج باللقب مرة وحيدة عام 1966 على ملاعبه، حملته فى النسخة الحالية للمونديال على أفضل وجه.