احترس.. السياسة ضارة بصحتك … حتى لو لم تكن سياسيًا

ترجمة نوارة فتاهوفا
السياسة في العالم
أصبحت السياسة بشكل عام واحدة من أكثر الموضوعات نقاشا، سواء في وسائل الإعلام التقليدية أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي. هذه المعلومات يتبعها ملايين الأشخاص حول العالم. لكن ما هي العواقب؟
الغزو الروسي لأوكرانيا، على سبيل المثال، هو أحد أكثر المواضيع قراءة على المستوى الدولي. أدى هذا الاتجاه إلى قيام الباحثين بإجراء دراسة لتقييم العواقب بالنسبة لأولئك الذين يتابعون عن كثب القضايا المتعلقة بالسياسة.
كلما كثرت السياسة، زاد الضغط
الدراسة التي أجرتها جامعة تورنتو ونشرتها في يناير 2023، من خلال جمعية علم النفس الأمريكية (APA)، تربط بين الاستهلاك المستمر للمعلومات السياسية مع زيادة التوتر وتدهور الصحة العقلية.
الدراسة
لإجراء البحث، اختار فورد وزملاؤه في جامعة تورنتو مجموعة من 198 شخصًا في الولايات المتحدة لديهم تفضيلات سياسية متنوعة.
وطلب الباحثون من هؤلاء الأشخاص الإجابة على سلسلة من الأسئلة كل ليلة حول الحدث السياسي الذي كانوا يفكرون فيه كثيرًا في ذلك اليوم، وفقًا لوكالة ابا (APA).
أسئلة دراسة بريت كيو فورد
بالإضافة إلى تحديد الحدث السياسي الذي فكروا فيه أكثر من غيره، اكتشف المشاركون في الدراسة أيضًا المشاعر المرتبطة بهذا الحدث وما إذا كانوا قد شعروا بالحافز للمشاركة في المواقف السياسية.
السياسة في الحياة اليومية
قال فورد في مطبوعة APA.: “السياسة ليست مجرد شيء يؤثر على الناس كل أربع سنوات خلال موسم الانتخابات. بل يبدو أنها تتسرب إلى حياتنا اليومية. لكننا لا نعرف الكثير عن تأثير السياسة على الحياة اليومية للأفراد”.
ووفقًا للمقال الذي نشرته APA، تم إجراء استطلاعات مماثلة من قبل، لكن معظمها ركز على الانتخابات الرئاسية. استخدم فورد وزملاؤه الأخبار السياسية اليومية في دراستهم.
ترتبط السياسة بالعواطف السلبية
ما لفت انتباه الباحثين بشكل خاص هو أن التفكير في الأحداث السياسية اليومية أثار مشاعر سلبية بشكل عام، على الرغم من أن الاستبيان لم يطلب من المشاركين اختيار حدث سياسي.
وفي مراحل أخرى من الدراسة، لتعميق هذه الدراسة، جمع الباحثون مجموعة أكبر تضم 811 مشاركًا. هذه المرة كان من بينهم ديمقراطيون، وجمهوريون، وكذلك أشخاص ينتمون إلى حزب سياسي مختلف أو غير حزبي.ثم أجروا تجربة أكثر استهدافًا، حيث شاهد المشاركون مقاطع إخبارية سياسية متحيزة إما بتحيز ليبرالي أو محافظ، بدلاً من مجرد الإبلاغ عن السياسة التي واجهوها
ماذا كان الاكتشاف؟
وكانت النتيجة أن المشاركين الذين تعرضوا لمقاطع سياسية عانوا من مشاعر سلبية أكثر من أولئك الذين شاهدوا مقطعًا إخباريًا محايدًا أو غير سياسي. بالإضافة إلى ذلك، أفادت المجموعة بوجود دافع أكبر للمشاركة في القضايا السياسية
همية الدراسة
“بطريقة ما، هذا هو حل وسط بين رفاهية الفرد والرفاهية الجماعية،” قال فورد، نقلا عن APA. وأضاف: “نحن نعمل على تحديد الاستراتيجيات التي تحمي رفاهية كل فرد، دون تكبد تكاليف للمجتمع الأوسع”.