منوعات

“الديوانيات” تجمع الكويتيين في شهر رمضان المبارك

  الكويت – غلوبل –  في شهر رمضان المبارك تحرص الشعوب العربية والإسلامية على العديد من التقاليد العريقة ، التي تعد بالنسبة لهم من الأساسيات الشهر الكريم .

وفى دولة الكويت يتميز شهر رمضان بانتشار الديوانيات التي تحرص معظم العائلات على اقامتها ، ونظرا لأهميتها تحرص وسائل الاعلام والصحف الكويتية على نشر مواعيدها وأماكنها ، خاصة وأنها تجمع مجالس الكويتيين وتكون عامرة بالرواد وتقام فيها حفلات الإفطار الجماعي الذي يعمر بمناسف الأرز واللحم والسمك وهريس القمح والتشريب واللحم والمجبوس، وغيرها من الأكلات الكويتية ، بالإضافة إلى الحلويات الرمضانية المختلفة كاللقيمات أو لقمة القاضي والمحلبية وكريم الكراميل والجيلي والكاسترد، تتمثل المشروبات المنتشرة في قمر الدين والفيمتو وشراب الليمون بالزعفران، إضافة إلى القهوة العربية والشاي.

وفي الديوانيات يتسامر الحضور وتدور النقاشات حول القضايا التي تمس حياتهم اليومية، وتجرى بعض المسابقات الخفيفة بينهم فتضفي على الأجواء متعة ومرحاً.

وأكد فهد عبد الرحمن الكندري المسئول عن ديوان أبناء المرحوم عبدالرحمن الكندري أن الدواوين في دولة الكويت لها جذور تاريخية، حيث اعتاد الشعب الكويتي على التجمع بها لمناقشة الأمور السياسية

والاجتماعية والثقافية وأيضا القضايا الرياضية، لما لها من طابع خاص ومزيج من أطياف وعائلات المجتمع الكويتي اختلاف أنسجته، حيث تتشكل الآراء والمفاهيم.

وأضاف الكندري أن الدواوين لم تقتصر فقط على هذا، بل ساعدت على مر الزمن في ترسيخ المعاني والقيم المجتمعية حيث يجتمع روادها

في شهر رمضان المبارك في ولائم الإفطار والغبقات وكذلك الأعياد، كما أن للدواوين آراء مؤثرة في الحياة السياسية مثل الانتخابات والنقابات وغيرها .

وأشار الكندرى الى أن عدد دواوين الكويت يبلغ حوالي مائتان وخمسون ديوانا ولعل من أقدم الدواوين بالكويت وأشهرها ديوان الشملان

والنصف والعسعوسي والصقر وديوان أبناء المرحوم عبدالرحمن الكندري ، ولذى يرجع إلى خمسينيات القرن الماضي في منطقة بنيد القار، حيث اعتاد المرحوم عبدالرحمن الكندري على استضافة العديد من العوائل الكويتية العريقة من مختلف الأطياف والثقافات السياسية والرياضية والفنية والثقافية، فكان دائم الحرص على التجمع ولم الشمل وتبادل الآراء والأفكار الأمر الذي جعل الديوانية رمزا من رموز منطقة بنيد القار والتي طالما ارتبط اسمها باسم ديوان أبناء المرحوم عبدالرحمن الكندري

وقال أن الشعب الكويتي يتميزأيضا بالعديد من العادات والتقاليد الراسخة منذ قديم الأزل، وبالإضافة الى “الدوانيات” وقبل بداية الشهر الكريم تذهب النساء إلى الأسواق لشراء الأواني المنزلية الفاخرة والمتنوعة اللاتي يتباهين بها في “العزايم” واللقاءات المنزلية و”الغبقات” الرمضانية.

وأوضح أن هناك أيضا “الغبقة” الرمضانية وهي من العادات القديمة لدى الشعوب الخليجية، والتي تبدأ من بعد صلاة العشاء وحتى ساعة السحور”، ويتم خلالها تقديم أطباق الحلوى، و”الجريش”، و”الهريس”، و”اللقيمات” .. الخ

واختتم قائلا أن مدفع الإفطار له أهمية خاصة حيث يجتمع الكويتيون عند مدفع الإفطار الذي يقع قرب سوق المباركية التراثي في قلب العاصمة، وهو السوق الذي يكون وجهة كبيرة خلال هذا الشهر، وبعد إطلاق المدفع والأذان بالإفطار يبدأ الكويتيون فطورهم بالتمر مع اللبن، وهناك من يفطر بالتمر الذي سبق عجنه مع السمن و”الهردة” وكل ذلك يتم في أجواء من الاخاء والمحبة بين أطياف الشعب الكويتى ، كما يشاركهم المقيمين الاحتفالات بالشهر الكريم وتزخر “موائد الرحمن” التي تقام في معظم المساجد طوال الشهر بالكثير من الرواد ،حيث يتم خلالها تقديم الطعام والشراب للصائمين بإشراف الوزارات والمؤسسات والشركات العامة والخاصة طوال شهررمضان الفضيل.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى