تركيا بانتظار لحظة الحسم في الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية المصيرية
اسطنبول – غلوبل- تعيش تركيا حالة من القلق والترقب قبل ساعات من توجه نحو 1ر64 مليون ناخب للمشاركة في الانتخابات الرئاسية والتشريعية في حدث محوري يضع مستقبل البلد على المحك.
وقد واصلت التحالفات السياسية التركية تجمعاتها الشعبية في مختلف الولايات استعدادا للانتخابات حتى قبيل ساعات فقط من الدخول في فترة الصمت الانتخابي التي تحظر فيها الدعاية الانتخابية مساء اليوم.
في غضون ذلك أظهرت استطلاعات الرأي تساوي حظوظ الرئيس رجب طيب أردوغان وخصمه الرئيسي في تحالف المعارضة كمال كليتشدار أوغلو ويبدو بحسب المراقبين أن هذه المعادلة ستبقى قائمة بهذا الشكل حتى موعد الانتخابات.
ويقول المحلل السياسي التركي إبراهيم أباك في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن الإنتخابات الحالية تعتبر من أصعب الإنتخابات في التاريخ الحديث نظرا لاحتدام المنافسة بين المرشحين.
وأضاف أباك “ستحدد هذه الانتخابات الرئيس ال13 للجمهورية التركية والبرلمان ال28 للبلاد”.
ووفقا للهيئة العليا للانتخابات في تركيا فإن عدد الأتراك الذين يحق لهم التصويت بلغ 64 مليونا و113 ألفا و941 من ضمنهم الأتراك المسجلون رسميا كمقيمين في الخارج ويحق لهم التصويت وعددهم ثلاثة ملايين و416 ألفا و98 ناخبا.
ويصل عدد الشباب الذين يحق لهم التصويت لأول مرة بعد بلوغ السن القانونية في هذه الانتخابات إلى أربعة ملايين و 904 آلاف و672 ناخبا وناخبة.
ويتنافس في هذه الانتخابات ثلاثة مرشحين لمنصب الرئاسة أولهم الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان وهو رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم ومرشح تحالف الشعب الحاكم في حين أن الثاني هو كمال كيليتشدار أوغلو زعيم المعارضة التركية ورئيس حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة وهو مرشح تحالف الأمة الذي يعتبر التحالف الرئيسي للمعارضة التركية والثالث هو سنان أوغان وهو مرشح تحالف (آتا) القومي اليميني المتطرف المعارض فيما انسحب المرشح الرابع محرم إينجا من السباق الرئاسي.
أما التحالفات الرئيسية بهذه الانتخابات لاسيما البرلمانية فهي (تحالف الشعب الحاكم) وهو تحالف يميني محافظ وحرص على ضم أحزاب لها رمزيتها بالمعادلة السياسية المعقدة في تركيا ويضم بشكل رئيسي أحزاب العدالة والتنمية والحركة القومية والاتحاد الكبير والرفاه من جديد والدعوة الحرة واليسار الديمقراطي ويرشح هذا التحالف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للرئاسة.
التحالف الثاني هو تحالف (الأمة المعارض) أو ما يعرف بالطاولة السداسية وهو تحالف يضم أحزابا سياسية متباينة الخلفيات السياسية والأيديولوجية وأبرزها الشعب الجمهوري (العلماني الأتاتوركي) والخير القومي المحافظ والسعادة الإسلامي المحافظ والمستقبل والديمقراطية والتقدم والديمقراطي ويرشح هذا التحالف كمال كيليتشدار أوغلو للرئاسة.
أما تحالف (الحرية والعمل) الذي يعد حزب الشعوب الديمقراطية الكردي أهم أحزابه فيضم بشكل رئيسي حزب العمال التركي وحزب العمل وحزب الحركة العمالية وحزب الحرية الاجتماعية ولا يسمي هذا الحزب مرشحا للرئاسة وأعلن رسميا دعمه لمرشح تحالف الأمة المعارض كمال كيليتشدار أوغلو.
ويضم تحالف (آتا) أو (الأجداد) القومي اليميني بشكل رئيسي حزب النصر القومي اليميني المتطرف المعادي للعرب والسوريين على وجه التحديد وحزب العدالة وحزب (وطني/بلدي) وحزب التحالف التركي ويرشح هذا التحالف سنان أوغان للرئاسة.
في المحصلة يمكن القول إن المنافسة بين إردوغان الذي لم يهزم في أي انتخابات منذ عام 2002 والمعارضة التي شجعها انتصارها في انتزاع عدد من البلديات الكبرى لاسيما اسطنبول والعاصمة أنقرة في مارس 2019 ستكون شديدة وصعبة.