اخبار عربية

آلاف الاسر تغادر العاصمة السودانية بحثا عن الامان

الخرطوم – غلوبل- دفعت اعمال العنف التي اندلعت في السودان الى نزوح ما لا يقل عن 736 ألف شخص وأسرة ولجوء حوالي 200 الف اخرين الى دول الجوار بعد مغادرة العاصمة بحثا عن ملاذ آمن لأطفالهم الذين روعتهم أصوات القذائف ودوي الانفجارات.

وتتراص الأسر التي تطاردها لعنات الحرب في موقف الترحيلات بالسوق الشعبي بأم درمان غربي العاصمة الخرطوم بسبب اعمال العنف التي اندلعت في منتصف ابريل الماضي.

ويفضل جل المسافرين التوجه نحو ولايتي الجزيرة بوسط السودان ونهر النيل والشمالية -شمال السودان- وسنار جنوب شرق البلاد باعتبار أنهما لا يزالان ينعمان بالاستقرار ولم يشهدا صراعا مسلحا حتى الآن. واضطرت عشرات الأسر السودانية إلى استقلال الشاحنات الكبيرة المخصصة لنقل البضائع في رحلات تستغرق مسافات بعيدة تقليلا للتكلفة حيث تتراوح أسعار تذكرة الحافلات ما بين 30 و70 الف جنيه حسب الوجهة فيما تتراوح أسعار الشاحنات ما بين 10 و15 جنيها (الدولار يعادل نحو 586 جنيها).

وكانت مودة ميرغني تأمل أن يحكم طرفي الصراع صوت العقل ويوقفا الحرب مع اشتعال شرارتها الأولى لكن بعد مضي اكثر من شهر وتزايد حدة المواجهات المسلحة واتساع رقعتها قررت أن تفر هي وأطفالها الى مسقط رأسها بولاية الجزيرة بحثا عن مكان امن لها ولأطفالها.

وقالت مودة في حديثها لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم السبت “الحرب كل يوم تمضي للأسوأ ودائرة الاشتباكات باتت اقرب لذلك قررت اصطحاب أولادي إلى الجزيرة حتى تهدأ الأوضاع”.

من جهته قال محمد فضل الله في حديثه ل(كونا) إن اولاده أصيبوا بالخوف الشديد ودخلوا في حالة نفسية سيئة بسبب ارتفاع اصوات القصف بالقرب من بيته. وأضاف “تزايدت مخاوفي على أطفالي لذلك سارعت بإرسالهم إلى جدتهم بمدينة كوستي وسط السودان حتى يزول الخوف ويمارسوا حياتهم بشكل طبيعي”.

ولم يكتف السودانيون بالنزوح إلى الأقاليم والولايات الآمنة التي لم تشهد صراعا مسلحا بين الطرفين بل لجأ البعض إلى التوجه نحو دول الجوار برا عبر المنافذ الحدودية بعد تعطل حركة الطيران صبيحة المواجهات المسلحة لا سيما مصر التي لجأت إليها آلاف الأسر السودانية. وتحتضن الحافلات المتوجهة الى مصر برا عبر معبري (أرقين) و(أشكيت) مئات الأسر السودانية التي تفضل اللجوء إلى القاهرة بحثا عن الأمان.

ويقول هارون جبريل الذي غادر الخرطوم الليلة الماضية في حديثه ل(كونا) “بعد توقف عملي بسبب الصراع المسلح وعدم توفر الأمان قررت التوجه إلى القاهرة والبحث عن عمل هناك”. وأضاف “بمجرد استقرار الأوضاع وتوقف الاقتتال سأعود إلى بلادي واستأنف عملي وأمارس حياتي كالمعتاد”.

وفي السياق تحتضن ايمان عبدالله طفلتها الوحيدة وتقول ل(كونا) “لقد شتت الحرب أفراد عائلتي.. هربت الى ام درمان بحثا عن الامان إلا ان دائرة القتال تتسع يوما بعد يوم ولا أمل في الافق لحل”. وتشير ايمان الى انها تخطط للسفر خارج السودان فالحرب لحقت بها في مسكنها الجديد وباتت تخشى على حياتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى