مسؤولون فلسطينيون يؤكدون أهمية دور دولة الكويت في دعم القضية الفلسطينية

 رام الله – غلوبل – أكد مسؤولون فلسطينيون اليوم الأربعاء أهمية دور دولة الكويت الداعم للشعب الفلسطيني وعمق العلاقة بين البلدين الشقيقين وذلك خلال لقاءات وأنشطة نظمت منذ وصول وفد من السفارة الكويتية لدى الاردن والمحالة لدولة فلسطين إلى مدينة (رام الله) السبت الماضي.

وضم الوفد الكويتي القائم بالأعمال في السفارة الكويتية لدى الاردن المستشار الدكتور مبارك الهاجري والملحق الدبلوماسي المسؤول عن ملف الجمعيات الخيرية مشعل المطيري اللذين التقيا بالرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي أطلعهم بدوره على الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وممارسات الاحتلال الإسرائيلي.

والتقى الوفد الكويتي أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ في مكتبه بمدينة (رام الله) حيث أعرب عن تقدير دولة فلسطين لدولة الكويت اميرا وحكومة وشعبا على دعمهم المتواصل للشعب الفلسطيني.

وأعرب الشيخ في بيان صدر عن مكتبه عن تقديره للزيارات المتتالية من الشعب الكويتي إلى فلسطين للتآزر والتعاون والتعاضد مع الشعب الفلسطيني قائلا إنها “لا تقدر بثمن وهذا دأب الشعب الكويتي تاريخيا مع القضية الفلسطينية”.

كما عقد الوفد الكويتي اجتماعا مع رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية ماجد فرج الذي وصف الزيارة بالمهمة واعتبرها توثيقا لأواصر العلاقة التاريخية بين البلدين.

وقال فرج في بيان إن الزيارة “تأتي لبحث سبل التعاون وتعزيز العلاقات بين البلدين” مؤكدا المكانة الكبيرة التي يحظى بها الكويتيون في قلوب أشقائهم الفلسطينيين والعلاقة المتينة التي تربطهما.

واجتمع الوفد بأمين سر اللجنة المركزية لحركة (فتح) جبريل الرجوب بمدينة أريحا بحضور محافظ أريحا والأغوار جهاد أبو العسل ومستشار رئيس الوزراء للصناديق العربية والإسلامية الوزير ناصر قطامي.

وقال قطامي في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) عقب الاجتماع مع أعضاء الوفد الكويتي ووفد من محافظة (جنين) بمشاركة محافظها أكرم الرجوب ورئيس مجلس قروي بلدة (رمانة) حسن صبيحات في (رام الله) أمس الثلاثاء إنه “من خلال تجربة الصناديق تأتي دولة الكويت بالصدارة في دعم فلسطين”.

وأضاف قطامي أن “صفحات التاريخ ستسجل أن الكويت ومن خلال قيادتها المتعاقبة كان لها الدور الريادي في نصرة القضية الفلسطينية سياسيا وماديا وتقدمت في هذا الصدد على كثير من الدول”.

وشارك قطامي والرجوب أهالي بلدة (رمانة) قرب (جنين) أمس الأول الاثنين الاحتفال بإزاحة الستار عن النصب التذكاري لشهداء دولة الكويت ووضع حجر الأساس لمشروع مركز الشهيد الشيخ فهد الأحمد الجابر الصباح الطبي وسط البلدة الذي تم تحت رعاية الرئيس عباس.

وقال قطامي معقبا على الحدث إن “بلدة (رمانة) تقدم رسالة لدولة الكويت أن الوفاء لا يقابل إلا بالوفاء”.

من جانبه قال صبيحات إن المجمع الطبي يقام على مساحة 1500 متر مربع وهو مبادرة مجتمعية من أهالي البلدة لخدمة البلدة والبلدات والقرى المجاورة التي تواجه صعوبة في الوصول إلى (جنين) بسبب إجراءات الاحتلال.

وأضاف في تصريح ل (كونا) أن إطلاق اسم الشهيد الشيخ فهد الصباح على المجمع الطبي يأتي تخليدا لنضالاته الى جانب الشعب الفلسطيني حيث شارك في تنفيذ عمليات شمال فلسطين المحتلة وأصيب ثلاث مرات كما شارك في معركة (الكرامة).

وأكد أن النصب التذكاري لشهداء دولة الكويت الذي أقيم منذ سنوات عدة وسط البلدة يأتي “تعبيرا عن تقدير الأهالي لدولة الكويت وتخليدا لسير الشهداء” مشيرا في هذا الصدد إلى الشهيد الكويتي فوزي المجادي الذي استشهد عام 1989 في عملية فدائية شمالي فلسطين.

وأشار صبيحات إلى أن وفدا من محافظة (جنين) اعتزم القدوم إلى (رام الله) للقاء الوفد الكويتي للتأكيد على عمق العلاقة بين فلسطين والكويت إلا أنه لم يتمكن من دخول المدينة والمشاركة في افتتاح النصب التذكاري ووضع حجر الأساس لمجمع الشهيد فهد الصباح لأسباب امنية.

واطلع الوفد الكويتي خلال زيارته على عمل عدد من المؤسسات الخيرية الفلسطينية من بينها مؤسسة (وافا) للتنمية وبناء القدرات وافتتح فيها قاعة (علي صالح اللهيب) للرعاية الاجتماعية والتمكين الاقتصادي والتدريب المهني.

وقال مدير عام (وافا) محيسن العطاونة ل(كونا) إن “القاعة مجهزة على أعلى مستوى وفقا للمواصفات الفنية العالمية وبجودة عالية بتمويل كريم من الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في دولة الكويت”.

وأضاف العطاونة أن زيارة المستشار الهاجري تأتي للاطلاع عن كثب على المشاريع التي تنفذ في فلسطين بدعم كويتي وتأتي في إطار سعيها الدائم لتحسين أوضاع المحتاجين ودعم المؤسسات المحلية العاملة في هذا المجال.

ومن جهته قال الهاجري في تصريح ل(كونا) اليوم إن زيارته إلى فلسطين تجسيد لعمق العلاقة التي وصفها بالمتميزة والمتطورة بين دولة الكويت وفلسطين.

وأضاف أن “الكويت تقف إلى جانب الاشقاء في كل مكان وفي فلسطين بشكل خاص” مؤكدا أن توجيهات القيادة السياسية ووزارة الخارجية في دولة الكويت توصي بأن تتكلل هذه الزيارة بالنجاح”.

وأوضح أن الرئيس عباس والمسؤولين الذي التقاهم في (رام الله) أكدوا محورية دور دولة الكويت وأهميته في دعم القضية الفلسطينية.

وشدد الهاجري على أن زيارته هذه تأتي في ظروف صعبة يعيشها الشعب الفلسطيني خاصة في محافظة (جنين) التي تتعرض لاعتداءات متكررة من قبل الاحتلال الإسرائيلي مشيرا إلى أنه حمل رسالة للشعب الفلسطيني مفادها “أنتم لستم وحدكم ودولة الكويت تقف إلى جانبكم”.

وقال الهاجري إن “فلسطين حاضرة في عقولنا ووجداننا وراسخة في أذهان الشعب الكويتي وحاضرة في مناهجنا وصحفنا ونقاشاتنا في مجالسنا” مبينا أنه لمس الحب والتقدير من أشقائه الفلسطينيين في مختلف المحافظات.

وحول إمكانية تطوير العلاقات في المجال الاقتصادي والاستثمار في فلسطين قال إن دولة الكويت تهتم بالشأن الفلسطيني بما يشمل تقوية الاقتصاد وتعزيزه مبينا أن هذا الأمر محل بحث بين وزارة المالية والجهات الاستثمارية.