إقبال سياحي ينعش اقتصاد لبنان خلال موسم الصيف
بيروت – غلوبل – شهدت الحركة السياحية في لبنان هذا الصيف نشاطا لافتا ومختلفا عن السنوات الثلاث الماضية شمل المعالم السياحية وأماكن الترفيه والمطاعم والفنادق ودور الضيافة التي عملت بأقصى طاقتها.
وعاشت المناطق اللبنانية كافة اقبالا كثيفا وحركة سياح من مختلف دول العالم بزيارة مئات الآلاف من السياح الاجانب والعرب اضافة الى المغتربين اللبنانيين الامر الذي اعطى جرعة انتعاش للاقتصاد اللبناني بعدما عانت البلاد اوضاعا صعبة بدأت عام 2019.
وفي هذا الصدد قال وزير السياحة في حكومة تصريف الاعمال اللبنانية وليد نصار فى تصريح له اليوم الخميس ان “موسم الصيف الحالي يشهد حركة سياحية نشطة جدا متوقعا ان يحقق هذا الصيف نموا اقتصاديا في معظم المناطق اللبنانية”.
وأضاف ان “هذه الحركة السياحية المختلفة ستنعكس ايجابا على لبنان وتساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية من خلال (الكتلة النقدية) التي سيدخلها الوافدون الى لبنان”.
وأشار نصار الى ان قرابة 430 الف زائر دخلوا لبنان خلال شهر يونيو الماضي فيما ارتفعت بحسب الاحصاءات وتيرة القدوم الى البلاد خلال شهري يوليو الماضي واغسطس الحالي متوقعا ان يصل عدد الزائرين مع نهاية الصيف الى الى 8ر1 مليون زائر.
وأوضح ان الوافدين الى لبنان يتوزعون بنسبة 75 في المئة من المغتربين اللبنانيين و25 في المئة من الاشقاء العرب والاجانب.
وأكد نصار ان الحملات الترويجية السياحية التي اطلقتها وزارة السياحة اللبنانية سلطت الضوء على مختلف المناطق وساهمت في استقطاب عدد اكبر من الزوار والوافدين.
وذكر ان “الوضع الأمني المستقر في لبنان شجع السياح على القدوم” لافتا الى ان “الأسعار في لبنان أصبحت مشجعة بالنسبة لدول الجوار”.
ونوه نصار بجودة الخدمات وعمل المؤسسات السياحية “التي مازالت تحافظ رغم الظروف الصعبة على افضل معايير الجودة الخدماتية لتقدم صورة لبنان بأبهى حلة”.
وبين ان وزارة السياحة تعمل ضمن خطة سياحية مستدامة من خلال اطلاق حملات سياحية تروج لموسم شتاء 2024.
من جهته قال نقيب اصحاب الفنادق في لبنان بيار الاشقر ان “النسبة الاكبر من زوار لبنان هذه السنة هي من المغتربين اللبنانيين” مشيرا الى ان منهم حوالي 450 الف لبناني يعملون في دول مجلس التعاون ونحو 300 الف في الدول الافريقية و400 الف من اوروبا واستراليا وكندا وامريكا.
وأضاف ان “نسبة 90 في المئة تقريبا من المغتربين اللبنانيين يقيمون في منازلهم او يستأجرون منازل مفروشة فيما تقيم نسبة 10 في المئة منهم فقط في الفنادق التي وصلت نسبة تشغيلها في ايام العطل الاسبوعية الى 90 في المئة”.
وأوضح الاشقر ان نسبة تشغيل الفنادق الصغيرة وبيوت الضيافة والبيوت الجاهزة وصلت الى 100 في المئة.
وذكر ان “مناطق جديدة دخلت الى القطاع السياحي بعد انتشار وباء (فيروس كورونا المستجد – كوفيد 19) لم تكن مدرجة في الخريطة السياحية وتتركز في المناطق النائية وفي الطبيعة وساهمت في تسويق منتجات هذه المناطق من مأكولات وصناعة حرفية ويدوية”.
وأكد الاشقر نجاح القطاع السياحي في “معركة البقاء” في ظل الظروف الصعبة والمعاناة الاقتصادية والمالية التي يعيشها لبنان موضحا ان السياحة كانت ولاتزال تؤمن اكبر مداخيل الاقتصاد اللبناني.
بدوره قال الخبير الاقتصادي والمالي البروفسور جاسم عجاقة ل(كونا) ان “السياحة تؤمن مداخيل مالية تكون البلاد بأمس الحاجة اليها في ظل الظروف الاقتصادية والمالية الصعبة التي يعيشها لبنان”.
واضاف ان “الاموال التي تؤمنها الحركة السياحية لا تدخل الى القطاع المصرفي الذي يعد الضامن الرئيس لتوزيع استخدامها في قنوات الاستثمارات المتنوعة”.
واعتبر ان الاقتصاد اللبناني “الليبرالي الحر” لا يستفيد بشكل مستدام من الاموال التي دخلت عن طريق السياحة بتوقف ضخها بعد رحيل السياح والمغتربين الامر الذي سيعيد الازمة الى ما كانت عليه قبل الوفرة السياحية الحالية.
من جانبه أوضح احد اصحاب المطاعم في منطقة (البترون) الساحلية شمالي لبنان جوزيف رزق ان موسم هذا الصيف يعد الافضل بعد سنوات من “التراجع” مشيرا الى زيادة ساعات العمل في المطاعم والمقاهي وأماكن الترفيه بشكل لافت.
وقال رزق ان الكثيرين من اهالي مدينة (البترون) حولوا منازلهم المطلة على الشاطئ في فصل الصيف الى دور ضيافة ومطاعم بسبب الطلب الكبير عليها وارتفاع اسعار ايجاراتها.
وأكد ان سوق مدينة (البترون) واحياءها يعملان بشكل متواصل على مدار الساعة بسبب اقبال السياح والوافدين الكثيف اليها من مختلف الجنسيات الاجنبية والعربية اضافة الى الاغتراب اللبناني.
وكانت الوكالة الوطنية للاعلام اللبنانية الرسمية ذكرت في وقت سابق ان حركة مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت حققت ارتفاعا اضافيا في أعداد المسافرين خلال شهر يوليو الماضي اذ بلغ مجموع الركاب 924 الفا بزيادة 15ر12 بالمئة مقارنة بالشهر ذاته من العام الماضي 2022.
وأوضحت ان المجموع العام للركاب عبر المطار ارتفع منذ مطلع عام 2023 وحتى نهاية شهر يوليو الى اربعة ملايين و109 آلاف و962 راكبا مقابل ثلاثة ملايين و392 ألفا و704 ركاب في الأشهر السبعة الأولى من العام الماضي اي بزيادة نسبة 14ر21 في المئة.
ووفقا للوكالة بلغ مجموع الرحلات الجوية لشركات الطيران الوطنية والعربية والأجنبية التي استخدمت المطار خلال شهر يوليو الماضي 6544 رحلة بزيادة 2ر8 في المئة عن شهر يوليو العام الماضي.