مجلس الأمن يفشل مجددا بتبني مشروعي قرارين أمريكي وروسي حول التصعيد في غزة
نيويورك – غلوبل- فشل مجلس الأمن الدولي أمس بالاتفاق على مشروعي قرارين أحدهما مقدم من الولايات المتحدة الأمريكية والثاني من روسيا حول تصاعد حرب الاحتلال الإسرائيلي على غزة والأزمة الإنسانية في القطاع.
وصوت الأعضاء أولا على مشروع القرار الأمريكي الذي استخدمت روسيا والصين حق النقض (فيتو) ضده بعد حصوله على تأييد عشرة أعضاء ومعارضة ثلاثة (روسيا والصين والإمارات) وامتناع عضوين عن التصويت.
في المقابل حصل مشروع القرار الروسي الذي شاركت في تقديمه السودان وفنزويلا على تأييد أربعة أعضاء فقط فيما عارضه عضوان وامتنع 9 عن التصويت وعليه لم يعتمد المشروع لعدم حصوله على العدد الكافي من الأصوات.
وفي هذا السياق أعربت ممثلة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة السفيرة ليندا توماس غرينفيلد عن خيبة أملها بشأن استخدام كل من روسيا والصين لحق النقض (فيتو) ضد مشروع القرار الأمريكي الذي اعتبرت أنه كان “قويا ومتوازنا وجاء نتاج مشاورات مع أعضاء مجلس الأمن”. وقالت غرينفيلد في كلمتها أمام مجلس الأمن إنه “لا ينبغي أن نشجع سلوك روسيا غير المسؤول والساخر” من خلال التصويت على مشروع القرار الروسي الذي تم إعداده “في اللحظة الأخيرة وبدون مشاورات”.
وذكرت أن بلادها مستعدة للعمل مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن كافة لدعم جهود الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.
وأعلنت غرينفيلد أيضا استعداد بلادها للتعاون مع الدول الأعضاء من أجل “بناء مستقبل أكثر سلاما وأمنا لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء”.
من جانبه قال الممثل الدائم للصين لدى الأمم المتحدة شانغ جون في كلمته إن بلاده صوتت ضد مشروع القرار الذي قدمته الولايات المتحدة لأنه “انتقائي” في ذكر الأسباب الجذرية للأزمة الإنسانية في غزة ويشمل عناصر كثيرة “تفرق ولا تجمع وتتجاوز البعد الإنساني”.
ورأى السفير الصيني أن تبني مشروع القرار الأمريكي “يعني الإطاحة بأفق حل الدولتين ويدخل الطرفين في دائرة مفرغة من المواجهة والكراهية” مؤكدا أنه بناء على هذا تصوت الصين لصالح مشروع القرار الروسي.
ويؤكد مشروع القرار الأمريكي “الحق الأصيل لجميع الدول في الدفاع الفردي والجماعي عن النفس وعلى ضرورة امتثال الدول الأعضاء – لدى الرد على الهجمات الإرهابية – لجميع التزاماتها بموجب القانون الدولي”. ويدعو مشروع القرار إلى اتخاذ جميع التدابير اللازمة التي تشمل على وجه التحديد الهدن الإنسانية للسماح بالوصول الكامل والسريع والآمن ودون عوائق للمساعدات الإنسانية إلى غزة.
من جهته أعرب الممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا عن أسفه لأن المجلس “لم يتمكن من انتهاز فرصة جديدة أتيحت للتصدي للأزمة غير المسبوقة في الشرق الأوسط”.
وجدد نيبينزيا التأكيد على أن مشروع القرار الذي قدمته الولايات المتحدة غير مقبول معربا عن أسفه لأن “الأعضاء لم يتسموا بالشجاعة والحكمة لدعم النص الروسي”. ويدعو مشروع القرار الروسي إلى الإيقاف الفوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية ويدين بشكل قاطع “الهجمات العشوائية ضد المدنيين والأعيان المدنية في قطاع غزة والتي تؤدي إلى وقوع ضحايا في صفوف المدنيين”. ويرفض المشروع الروسي الإجراءات الرامية إلى “ضرب حصار على قطاع غزة يحرم السكان المدنيين من الوسائل التي لا غنى عنها لبقائهم على قيد الحياة”.
وكان المجلس قد صوت مرتين الأسبوع الماضي على مشروعي قرارين بهذا الشأن الأول مشروع روسي لم يحصل على العدد المطلوب من الأصوات لاعتماده إذ أيده خمسة أعضاء وعارضه أربعة مع امتناع ستة عن التصويت.
وصوت أعضاء المجلس في 18 أكتوبر الجاري على مشروع قرار برازيلي لم يعتمد بسبب استخدام الولايات المتحدة حق النقض (فيتو) ضده فيما أيده 12 عضوا وامتنع عضوان عن التصويت هما روسيا والمملكة المتحدة.