اخبار عالمية

الدعم الأمريكي للكيان الإسرائيلي المحتل يثير حنق مسلمي البلاد ومعارضة أغلبية الأمريكيين

واشنطن- غلوبل-  لم تتوقف الأصوات المعارضة في الولايات المتحدة للحرب التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أسابيع.

ومنذ الأيام الأولى التي أعقبت قصف الاحتلال المكثف على القطاع تشهد العديد من المدن والولايات الأمريكية مظاهرات ووقفات مطالبة بإنهاء “الإبادة الجماعية” ووقف إطلاق النار وإنهاء قتل المدنيين العزل في القطاع المحاصر.

وشهدت العاصمة واشنطن في الرابع من الشهر الجاري مظاهرة شارك فيها عشرات الآلاف حسب الإذاعة العامة الأمريكية.

ووصفت هذه المظاهرة بأنها أكبر مظاهرة داعمة لفلسطين في التاريخ الأمريكي ورفعت خلالها شعارات تدعو إلى إنهاء حرب الاحتلال وتحث الإدارة الأمريكية على الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف إطلاق النار.

لكن الرئيس الأمريكي جو بايدن عبر شخصيا عن رفضه لوقف إطلاق النار وكذلك فعل وزير خارجيته أنتوني بلينكن.

ومازال البيت الأبيض يكرر في مؤتمراته الصحفية اليومية أنه يرفض وقف إطلاق النار لكن في المقابل تدعم الإدارة الأمريكية “هدنات إنسانية” محدودة في الزمان والمكان تسمح بدخول مساعدات إنسانية وإجلاء مرضى أو محتجزين.

وتسبب هذا الموقف الرسمي في غضب لدى فئات واسعة من المجتمع الأمريكي اذ بلغ الغضب والاستياء ذروتهما لدى المسلمين والعرب.

وتشير وسائل إعلام أمريكية إلى أن المسلمين والعرب يشعرون “بالخيانة” من طرف بايدن لاسيما أن أغلبية المسلمين مثلا في ولاية ميشيغان المتأرجحة صوتت للرئيس الأمريكي خلال الانتخابات الماضية.

وكانت أصوات المسلمين مهمة للرئيس بايدن للفوز بهذه الولايات التي تعد أحد المفاتيح الأساسية للبيت الأبيض لكونها ولاية متأرجحة وهو وصف يطلق على الولايات التي تصوت أحيانا للجمهوريين وأحيانا للديمقراطيين.

وتقول شبكة (سي ان بي سي نيوز) الأمريكية إن ميشيغان تضم حوالي 240 ألف مسلم لكن المسلمين والعرب في الولاية “يبتعدون” عن بايدن بسبب موقفه من الحرب في غزة حسب الإذاعة العامة الأمريكية.

وسارعت الولايات المتحدة إلى إرسال مساعدات عسكرية إلى الكيان الإسرائيلي المحتل بعد بدء الحرب على غزة ونشرت اثنتين من حاملات الطائرات في المنطقة دعما له.

وعلى المستوى الدبلوماسي استخدمت واشنطن حق النقض (فيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة.

وزار الرئيس الأمريكي تل أبيب للتعبير عن دعم بلاده لإسرائيل كما زارها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ثلاث مرات بالإضافة الى زيارة قام بها وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن للتعبير عن دعم البنتاغون.

ولم يقتصر الغضب من المواقف الأمريكية وسياسات بايدن تجاه إسرائيل على العرب والمسلمين فقط اذ أظهر استطلاع للرأي نشرته شبكة (ان بي سي نيوز) الأمريكية مؤخرا أن نسبة دعم الرئيس انخفضت إلى أدنى مستوى لها منذ توليه الحكم مشيرة إلى أن ذلك يأتي في ظل رفض أغلبية الأمريكيين لموقفه من حرب الاحتلال على غزة وسياسته الخارجية.

وحسب الاستطلاع الذي أجري بين العاشر و14 من الشهر الجاري فإن نسبة دعم الرئيس انخفضت إلى 40 بالمئة بين الناخبين المسجلين. وهذه هي أول مرة يظهر فيها استطلاع رأي على المستوى الوطني أن نسبة دعم الرئيس السابق دونالد ترامب تفوق نسبة دعم الرئيس الحالي.

وأعرب نسبة 70 بالمئة من الناخبين الديمقراطيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاما عن رفضها لتعامل بايدن مع الحرب في غزة.

وتقول الشبكة إن الاستطلاع كشف عن “تآكل شعبية بايدن بشكل أكثر وضوحا بين الديمقراطيين الذين يعتقد أغلبهم أن إسرائيل ذهبت بعيدا جدا في عملها العسكري في غزة”. وبشكل عام أعربت أغلبية 56 بالمئة من مجموع الناخبين المسجلين في الولايات المتحدة (جمهوريون وديمقراطيون) عن رفضها لسياسة بايدن تجاه الحرب في غزة. وحسب وزارة الخارجية الأمريكية فإن الدعم الثابت لأمن الكيان الإسرائيلي “ظل بمثابة حجر الزاوية في السياسة الخارجية الأمريكية لكل إدارة أمريكية منذ رئاسة هاري ترومان” الذي كان رئيسا للولايات المتحدة من سنة 1945 إلى 1953.

وتضيف الوزارة على موقعها الرسمي أن واشنطن قدمت للكيان الإسرائيلي “منذ تأسيسه في عام 1948 أكثر من 130 مليار دولار من المساعدات الثنائية التي ركزت على معالجة التهديدات الأمنية الجديدة والمعقدة وسد الفجوات في قدرات إسرائيل من خلال المساعدة الأمنية”. وحسب الحكومة والكونغرس الأمريكي تقدم الولايات المتحدة سنويا للكيان الإسرائيلي مساعدات عسكرية بقيمة 8ر3 مليار دولار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى