الخطاطة الكويتية شيماء العازمي.. إبداع الحرف واللغة بروح تستوحي الخط العربي برموز يابانية
الكويت – غلوبل – أكدت الخطاطة الكويتية والباحثة في الفنون الإسلامية شيماء العازمي أن كتابة الخط عموما تعتبر فنا بحد ذاته وعلى وجه الخصوص الخط الياباني الذي هو أشبه بلوحة فنية فيه من المتعة ما يجمع الكتابة والفن معا “إذ تشدك طقوس وأجواء الحروف اليابانية والتي تتدفق من ببن جوانب ريشة من القصب بانسيابية وانفعالات حساسة جدا”.
وقالت العازمي في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الثلاثاء إنها درست الخط الياباني وأصوله وفنونه وعلاقته بالخط العربي وقدمت نماذج من فن الخط صنعتها من وحي اللحظة مندمجة ما بين الخط العربي والياباني من خلال أقلام تقليدية من القصب وأنواع من الأوراق والأحبار الخاصة. وأوضحت أنها طورت من رسم الحروف العربية ودمجتها بالكتابة اليابانية لافتة إلى أن قواعد الكتابة اليابانية تعتمد على نظام المربع والمعين وحصر الكلمات والرموز داخلها أما الخط العربي فيعتمد على الخط العمودي والمستقيم والدائرة.
وذكرت أنها قامت بدمج الطريقتين العربية والآسيوية خصوصا أن رموز الكتابة اليابانية تكتب بالفرشاة في حين الكتابة العربية تعتمد على القلم فقررت أن تبتكر فنا جديدا يدمج بين الأسلوبين في خط واحد بمجهود فردي خالص هو فن كتابة أو أسلوب جديد في الكتابة.
وبينت العازمي أنها تجيد الكتابة بالخطوط الأربعة الديواني – الخط الكوفي المصحفي – الخط السنبلي والخط الياباني المعرب “وهو خط قمت بتطويره يدمج بين الكانجي الياباني والحروف العربية وأدرس حاليا فن التذهيب و- فن الزخارف و الهندسة الإسلامية”.
ولفتت إلى أن فن الخط الياباني يرجع إلى القرن الخامس الميلادي وهو المستوحى من لغة الكانجي ذات الأحرف الصينية وكان يتمتع بخصوصية في كتابته وفنونه وأدواته المتنوعة كجزء من الحضارة الروحية لليابان وكان حكرا على الطبقات الاجتماعية الرفيعة كالنبلاء ورجال الساموراي.
وأفادت بأن للخط الياباني مدارس متنوعة وتقاليد يحذوها الفن والذوق والموهبة ورغم أنه ظل محافظا على تقاليده وله قواعد خاصة به حيث يكتب على الورق الأبيض المثبت على المخمل والمصنوع من الرز وتستخدم فيه عود القصب والفرشاة.
وفيما يتعلق بالخط الياباني المعرب الذي اطلقت عليه اسم (شودو المعرب فكلمة شودو تعني فن الخط باللغة اليابانية) قالت العازمي إن “الخط الياباني المعرب هو خط قمت بتطويره بحيث وضعت له قواعد وأسسا ثابتة ليسهل تعليمه وتعلمه ووضع القواعد وأسس الربط بين الحروف من الأمور التي تتطلب عدة تجارب ومحاولات حتى تصل إلى مستوى من التوازن بين الحروف بطريقة لا تؤثر على ميزان الحرف المفرد أو في الكلمة الواحدة”.
وأوضحت أيضا أنه “كما في حال أغلب اللغات تكتب الحروف اليابانية في الكلمة بشكل منفصل ولا تتصل مع بعضها عدا في اللغة العربية حيث تتصل الحروف ببعضها البعض فتكون الكلمة كمقطع كتابي واحد وأثناء محاولتي لتطوير هذا الخط توصلت إلى طريقة ربط الحروف لتصبح كاللغة العربية”.
وذكرت أن عدد الحروف اليابانية التي يكتبها الخطاط يتراوح بين 51 حرفا إلى 500 حرف مستمدة من الهيراجانا والكانجي حيث تنقسم اليابانية في قراءتها وكتابتها إلى ثلاثة أنواع من اللغة أولها الهيراجانا: اللغة اليابانية الأصلية والمكونة من 51 حرفا وتستعمل في عموم اليابان في الكتابة اليومية وأحرفها أكثر بساطة وأقل تعقيدا من الصينية.
وتابعت أن النوع الثاني فهو الكانجي أي خليط من اليابانية والصينية وتتكون من أكثر من 5000 حرف وتمتاز بالتعقيد وحروفها أقرب للرسم منها للكتابة في حين أن النوع الثالث يسمى الكانا وهو ترجمة الأصوات لحروف.
وبينت أن الخط الياباني (الشودو) ينقسم إلى ثلاثة أنواع أولها خط الكايشو الحروف المنفصلة وهو الخط المفضل لوسائل الإعلام الرسمية أما خط الغيوشو الحروف النصف متصلة ببعضها فيستخدم في الكتابات غير الرسمية وينتشر بين أوساط المثقفين في الصين واليابان.
والثالث السوشو: فيسمي اليد الطليقة “الحرة” والأحرف المتصلة ذات المظهر الرشيق والمتدفق وهي كتابة متخصصة.
وأكدت العازمي أن الخط العربي على خلاف الياباني يعتمد في تصميمه غالبا على الشكل الدائري والبيضاوي كون قواعد الكتابة العربية أكثر مرونة في حين الخط الياباني أقرب كشكل أكثر من كونه حرفا بخلاف الحرف العربي وبالإمكان أيضا الدمج بين الأحرف اليابانية والعربية لتمثيل لوحة تشكيلة.
واستطردت أن الحرف الياباني بحد ذاته يمثل لوحة تشكيلية وأن بالإمكان الدمج بين الفن التشكيلي واللغة اليابانية من الجانب الفني فكل حرف ياباني يمثل لوحة تجريدية مستقلة فما بالك بأن الأحرف اليابانية تعد 48 حرفا مشيرة إلى أن الكتابة العربية تتميز بكونها متصلة مما يجعلها قابلة لاكتساب أشكال هندسية مختلفة من خلال المد والرجع والاستدارة والتزوية والتشابك والتداخل والتركيب.