“أبو الغيط” .. الخراب المتعمّد الذي ألحقه الاحتلال بقطاع غزة ستظل آثاره قائمة ربما لعقود قادمة
“أبو الغيط” .. الخراب المتعمّد الذي ألحقه الاحتلال بقطاع غزة ستظل آثاره قائمة ربما لعقود قادمة
قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن الخراب المتعمّد الذي ألحقه الاحتلال الإسرائيلي بقطاع غزة، والذي قضى على كل أساسيات الحياة، ستظل آثاره قائمة ربما لعقود قادمة وشاهدة على بشاعة الجرائم المرتكبة وعجز العالم عن وقف العدوان.
يأتي ذلك في كلمة ألقاها أبو الغيط في الاحتفال باليوم العربي للاستدامة 2024 الذي انطلق اليوم بالجامعة العربية.
وقال إننا أطلقنا هذه مبادرة اليوم العربي للتنمية المستدامة السنة الماضية بالتعاون مع عدد من الجهات العربية الفاعلة لنشر مفاهيم الاستدامة والترويج لها عربيا ولاستعراض المبادرات الهادفة لتحقيق أجندة التنمية المستدامة 2030.
وأضاف، “أنه غرار ما تم في النسخة الأولى، سنسعد بتكريم بعض الشخصيات والمنظمات العربية الفاعلة، وعلى رأسهم وزيرة التضامن الاجتماعي نيفين القباج احتفاءً بجهودها المقدرة لتحقيق التنمية في مصر، وكذلك تقديرًا لدورها الفاعل في إثراء أجندة مجلس الوزراء العرب المسئولين عن الشئون الاجتماعية بصفتها رئيسة الدورة 43 للمجلس”.
وأشار إلى مبادرتها الأخيرة لوضع آلية لربط مؤسسات وبنوك التنمية الاجتماعية تحت مظلة جامعة الدول العربية، وهي الآلية التي وافق المجلس على رفعها للقمة العربية القادمة في مملكة البحرين للنظر في اعتمادها.
وقال إننا نجتمع اليوم في هذه القاعة التاريخية وسط ظروف مؤسفة، تبعث على الحزن الشديد والغضب المُحق جرّاء ما يتعرض له إخواننا في فلسطين على يد محتل يسعى بكل ما أوتي من قوة لتصفية القضية الفلسطينية.
وأوضح، “وأُذكّر في هذا الصدد بأن الخراب المتعمّد الذي ألحقه الاحتلال الإسرائيلي بقطاع غزة، والذي قضى على أساسيات الحياة ستظل آثاره قائمة ربما لعقود قادمة وشاهدة على بشاعة الجرائم المرتكبة وعجز العالم عن وقف العدوان، وأكرر من هذا المقام موقفنا الواضح برفض التهديدات الإسرائيلية باجتياح مدينة رفح التي صارت الملجأ الأخير لأكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني، الذين لاذوا هرباً من جحيم العدوان والتدمير في باقي مدن القطاع.. وأناشد مجدداً الأطراف للتحرك بشكل عاجل لوقف هذه العملية الهمجية التي قد تكون لها تبعات مدمرة على الأمن الإقليمي”.
وأشار إلى أن القضية الفلسطينية تظل النزاع الأطول، والأكثر تأثيراً في الحالة الأمنية للمنطقة، كما يظل حل الدولتين الصيغة الوحيدة التي اعترف بها العالم أجمع -باستثناء قوة الاحتلال- كسبيل لتسوية هذا الصراع وإنهاء آخر احتلال استعماري في زماننا المعاصر.
وقال: “إننا نقترب اليوم من الذكرى 79 لتأسيس جامعة الدول العربية التي تعد استدامة التنمية في المنطقة العربية ورخاؤها هدفاً يندرج ضمن ولايتها وغاية تسعى لتحقيقها، وقد خطت الجامعة خطوات مقدرة لتحقيق تلك الغاية اللصيقة بحياة المواطن العربي، من خلال خطط ومبادرات واستراتيجيات في جميع الأصعدة المتعلقة بأهداف التنمية المستدامة”.
وأردف أن المنطقة العربية وبالرغم مما تحقق تعرضت لأزمات عنيفة ومتتالية أدت إلى إجهاد العمل العربي، وتعطيل مسيرته طيلة العقود الماضية، وتسببت في فقدان بعض مكتسباته التنموية إلا إن رسالتنا في هذا الشأن واضحة، وهي أن التنمية في المنطقة تقتضي حتماً تحقيق السلام والأمن للجميع، وحل كل النزاعات التي لازالت تشتعل في بعض ربوعها.
واستكمل: “إننا في جامعة الدول العربية نؤمن بأهمية الشراكات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، إذ لن تستطيع أية جهة أن تحقق ذلك بمفردها، وقد قمنا منذ اعتماد خطة التنمية المستدامة في عام 2015 بإطلاق عدد من المبادرات والأنشطة التي تهدف إلى تعزيز التعاون بين دول المنطقة والمنظمات العاملة فيها، والتي كان آخرها مبادرة “الرؤية العربية 2045″، التي أعدتها الأمانة العامة بالتعاون مع الإسكوا، وهي رؤية ذات أبعاد اقتصادية واجتماعية وبيئية تتمحور حول السلام والعدالة والتنمية وتحافظ على حق الأجيال القادمة في التمتع بثروات الأرض”.
وأعرب عن تطلع الجامعة العربية أيضاً إلى المشاركة في جميع النقاشات الدولية التي تعالج مستقبل التنمية في العالم، إذ كانت ولا تزال بيتاً رحْباً للتشاور ومنبراً يعبّر عن صوت العرب في مختلف القضايا العالمية.
وقال إنه في إطار التحضير لقمة المستقبل التي ستعقد في نيويورك في شهر سبتمبر القادم، بادرنا بتنظيم جلسة حوارية ضمن هذه الاحتفالية لاستعراض بعض الرؤى والأفكار؛ تمهيداً لبلورة موقف عربي يساعد على إسماع صوت المنطقة في تلك القمة.