عسكر: التنقيب عن المشاعر وسط أكوام البيانات الضخمة باستخدام الـ AI لملامسة احتياجات المستهدفين
– قريباً .. نكشف بالدليل تأثيرات السوشيال ميديا على صحة الإنسان العقلية
– أكاديمي مصري يسبق عصره بأطروحات علمية تُسخِّر الذكاء الاصطناعي لخدمة البحث العلمي
– “عسكر في العلم يتفكر”.. وبات منصة لإطلاق أُطروحاته البحثية بعيدة المدى
حوار – عماد خضر
أكد الأكاديمي المصري وعضو هيئة التدريس في المعهد العالي للإعلام بمحافظة المنيا في جمهورية مصر العربية الدكتور طاهر أمين عسكر أن “التنقيب عن المشاعر في عالم البيانات الضخمة مازال مستمراً بين دراساته المستقبلية .. ومن بينها دراسة سيجريها قريباً حول تأثير وسائط التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية وتطور الهوية الرقمية للإنسان”.
ولم يكن “طاهر القول” ببعيد عن التفكر في العلم بأطروحاته البحثية .. بل حاز من مفردات اسمه معناً للحزم والأمانة العلمية .. وكان متسقاً مع واقعِه ومدركاً لمتطلباته الإعلامية .. وتناول البيانات الضخمة بين ثنايا إبداعاته الفكرية، محللاً المشاعر على وقعِ خبراته المهنية .. وحدد أُطر التنقيب عن المشاعر في ظل التكنولوجيا الرقمية.. ولم ينس عسكر في عمله البحثي تأثيرات معطيات الذكاء الاصطناعية.. فتوصل لخدمة مختلف المؤسسات والشركات العاملة عبر توجيه القرارات الإعلانية والتسويقية.. بناءً على فهم عميق لمشاعر العملاء والشرائح البشرية..، ومن ثم تحسين استراتيجيات الاتصال والتواصل بالجمهور بناءً على تحليل مشاعرهم وتفاعلاتهم..
وبات الباحث المتميز مُتَفَكِراً في العلم وتَحَوَّل لمنصةٍ تُطلق معلوماتها وأطروحاتها البحثية بعيدة المدى على جمهور المتابعين والمهتمين، بعدما استبحر بقراءته المتعمقة بين ضفاف الكتب والأبحاث..
وأوضح عسكر أن “كتابه التنقيب عن المشاعر في عالم البيانات الضخمة يكشف عن العديد من الأُطروحات والمعلومات الجديدة في عالم الذكاء الاصطناعي ومن بينها كيفية تحليل المشاعر باستخدام معالجة اللغة الطبيعية وخوارزميات التعلم الآلي لتحليل النص وتصنيفه إلى فئات مثل إيجابي أو سلبي أو محايد”..
.. الكثير من التفاصيل المهمة يكشفها الدكتور طاهر عسكر، الحاصل على درجة الدكتوراة في الإعلام والذكاء الاصطناعي البحثي من كلية الآداب – جامعة المنيا في جمهورية مصر العربية .. التفاصيل في الحوار التالي..
• هل يمكن أن تخبرنا قليلاً عن رحلتك وما الذي جذبك إلى هذا المجال ومن هو دكتور طاهر أمين؟
بدأ شغفي بالإعلام والاتصال في وقت مبكر.
لطالما كنت مفتونًا بكيفية مشاركة المعلومات وكيفية تشكيلها لفهمنا للعالم.
قادني ذلك إلى متابعة الدكتوراه في دراسات الإعلام والاتصال، حيث تعمقت في البحث والكتابة وتطوير المعرفة.
خلفيتي الأكاديمية جنبًا إلى جنب مع خبرتي العملية في التسويق والعلاقات العامة تسمح لي بسد الفجوة بين النظرية والتطبيق، وهو ما أجده مجزيًا بشكل لا يصدق.
واحترفت في مجال دراسات الإعلام والاتصال، وكذلك العلاقات العامة والتسويق، حصلت على درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى في هذا المجال. وتتمثل خبرتي الأكاديمية في البحث والكتابة وتطوير المعرفة في مجالات الإعلام والاتصالات والتسويق.
لقد قمت بنشر كتب وأبحاث في هذه المجالات، مما يعكس التزامي بالمساهمة في تطوير المجال ونقل المعرفة للآخرين وبفضل خبرتي الأكاديمية الواسعة، أمتلك القدرة على شرح المفاهيم المعقدة بطريقة بسيطة ومفهومة للطلاب، مما يسهم في تعزيز فهمهم وتحفيزهم لتحقيق النجاح الأكاديمي.
• يتعمق كتابك في التقاطع المثير للاهتمام بين البيانات الضخمة وتحليل المشاعر في دراسات الإعلام. هل يمكنك التوضيح أكثر حول أهمية هذا النهج لفهم استهلاك الإعلام والرأي العام؟
بالتأكيد. نحن نعيش في عالم يفيض بالبيانات، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات عبر الإنترنت.
يتيح لنا تحليل هذه البيانات، ولا سيما من خلال تحليل المشاعر، قياس الرأي العام والاستجابات العاطفية لمحتوى الوسائط والأحداث الجارية بطريقة لم تكن ممكنة من قبل.
• كيف يعمل تحليل المشاعر، وما هي الأدوات أو التقنيات المحددة التي تستكشفها في كتابك؟
ينطوي تحليل المشاعر على استخدام معالجة اللغة الطبيعية وخوارزميات التعلم الآلي لتحليل النص وتصنيفه إلى فئات مثل إيجابي أو سلبي أو محايد. يستكشف كتابي تقنيات مختلفة، بما في ذلك المقاربات القائمة على المعجم ونماذج التعلم الآلي، مع التركيز بشكل خاص على تحديات وفرص تحليل النص العربي.
• تناقش أيضًا تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على تفاعل الجمهور. هل يمكنك شرح كيف يتفاعل هذا مع تحليل البيانات الضخمة؟
أصبحت منصات التواصل الاجتماعي مساحات حيوية لنشر الأخبار والخطاب العام. من خلال تحليل الكميات الهائلة من البيانات التي يتم إنشاؤها من خلال تفاعلات وسائل التواصل الاجتماعي، يمكننا فهم كيفية تفاعل الجماهير مع الأخبار، والتعبير عن آرائهم، والاستجابة للأحداث في الوقت الفعلي.
• كيف يمكن للشركات والمؤسسات الاستفادة من نتائج بحثك؟
يمكن للشركات والمؤسسات الاستفادة من نتائج بحثي في توجيه القرارات التسويقية والإعلانية بناءً على فهم عميق لمشاعر العملاء، وتحسين استراتيجيات الاتصال والتواصل بالجمهور بناءً على تحليل مشاعرهم وتفاعلاتهم، وتحسين خدمات العملاء وتلبية احتياجاتهم بشكل أفضل.
• هل لديك خطط لأبحاث مستقبلية؟
نعم، لدي خطط لأبحاث مستقبلية تتعلق بموضوع التنقيب عن المشاعر وأيضًا مجالات أخرى تخص درجة الدكتوراه الخاصة بي، وتشمل دراسة تأثير وسائط التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية وتطور الهوية الرقمية.
• يقترح الكتاب استخدام هذه الأفكار لتحسين استراتيجيات الاتصال الحكومية.
كيف يمكن لتحليل المشاعر وتحليل البيانات الضخمة أن يفيد الحكومة؟
من خلال فهم المشاعر العامة وردود الفعل على السياسات والمبادرات الحكومية، يمكن للسلطات تعديل أساليب الاتصال الخاصة بها لتكون أكثر فعالية وتتوافق بشكل أفضل مع الجمهور.
يمكن أن يعزز هذا الشفافية ويبني الثقة ويؤدي في النهاية إلى حوكمة أفضل.
• ما هي بعض التحديات التي ينطوي عليها استخدام البيانات الضخمة وتحليل المشاعر، وكيف يمكننا معالجتها؟
تشمل التحديات مخاوف خصوصية البيانات، وتعقيد تحليل اللغات مثل اللغة العربية، والحاجة إلى التحسين المستمر للأدوات التحليلية.
يجب علينا تطوير ممارسات أخلاقية ومسؤولة لجمع البيانات، والاستثمار في بناء قواميس وخوارزميات متخصصة لتحليل المشاعر العربية، وتشجيع التعاون بين خبراء التكنولوجيا والباحثين في مجال الإعلام.
• ما هي رؤيتك لمستقبل البيانات الضخمة وتحليل المشاعر في دراسات الإعلام وما بعدها؟
أتخيل مستقبلًا حيث يصبح تحليل البيانات الضخمة وتحليل المشاعر أدوات أساسية لفهم السلوك البشري، وتحسين استراتيجيات الاتصال، وتشكيل السياسة العامة.
من المهم دمج هذه التقنيات في المناهج التعليمية وتعزيز التعاون بين مختلف التخصصات لتعظيم إمكاناتها للتأثير الإيجابي.
• ما هي اهم الندوات والمحاضرات والإنجازات الاكاديمية التي قمت بها؟
أنا أحمل شهادة دكتوراه في الإعلام والاتصال، وأعمل كعضو هيئة تدريس بالمعهد العالي للإعلام بمحافظة المنيا في جمهورية مصر العربية.
بالإضافة إلى ذلك، أنا منسق شعبة العلاقات العامة والإعلام الرقمي بمنتدى الأصالة والتجديد في بحوث الإعلام العربية.
أقوم بالعمل الأكاديمي عبر وسائل التواصل الاجتماعي وشرح تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وقد أجريت بحوثًا عميقة في وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، مساهمًا في تقدم المعرفة في هذه المجالات.
كما قمت بتنظيم وتقديم ورش عمل وجلسات تدريب حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك ورشة عمل بعنوان “تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعلم الإلكتروني والشبكات”، حيث حصلت على شهادة من جامعة ميدأوشن في ديسمبر 2023.
• لديك خبرة واسعة في العلاقات العامة والتسويق. ما هي بعض التحديات والفرص الرئيسية التي تراها في هذا المجال، خاصة مع صعود وسائل الإعلام الرقمية والذكاء الاصطناعي؟
لقد أحدث العصر الرقمي بلا شك ثورة في مجال التسويق والعلاقات العامة.
لدينا الآن إمكانية الوصول إلى أدوات ومنصات قوية تسمح لنا بالوصول إلى جمهور أوسع والتفاعل معهم بطرق أكثر جدوى.
ومع ذلك، يمثل هذا أيضًا تحديات، مثل التحميل الزائد للمعلومات والحاجة إلى التكيف المستمر مع التقنيات المتطورة.
يقدم الذكاء الاصطناعي فرصًا مثيرة لاستراتيجيات التسويق القائمة على البيانات وتجارب العملاء الشخصية، ولكنه يثير أيضًا مخاوف أخلاقية تحتاج إلى معالجة.
. * هل يمكنك توضيح نتائجك بحثك على وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي وكيف يمكن تطبيقها في البيئات العملية؟
يركز بحثي على فهم كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل المشاعر والسلوك البشري، لا سيما في سياق وسائل التواصل الاجتماعي.
يمكن تطبيق هذه المعرفة لتطوير حملات تسويقية أكثر فعالية، وتحسين خدمة العملاء، وحتى التنبؤ باتجاهات السوق.
على سبيل المثال، يمكن أن يساعد تحليل المشاعر باستخدام الذكاء الاصطناعي الشركات على قياس الرأي العام حول منتجاتها أو خدماتها وإجراء التعديلات اللازمة.
• لقد شاركت أيضًا في التدريب وورش العمل المتعلقة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
ما مدى أهمية أن يظل المهنيون في مجال الإعلام والاتصال على اطلاع دائم بهذه التطورات؟
من الأهمية بمكان أن يتبنى المهنيون في مجالنا التعلم المستمر والبقاء على اطلاع دائم بأحدث التطورات التكنولوجية، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي.
يُحدث الذكاء الاصطناعي تحولًا في طريقة تواصلنا واستهلاكنا للمعلومات وممارسة الأعمال التجارية.
من خلال فهم هذه الأدوات وإمكاناتها، يمكننا الاستفادة منها لنكون أكثر فعالية في أدوارنا والمساهمة في نجاح مؤسساتنا.
• أخيرًا، ما النصيحة التي تقدمها للمهنيين الطموحين في مجال الإعلام والاتصال والتسويق؟
نصيحتي هي أن تكون فضوليًا وقابلًا للتكيف ومتحمسًا دائمًا للتعلم.
طوّر مهارات اتصال وتفكير نقدي قوية، وابق على اطلاع دائم بأحدث الاتجاهات والتقنيات.
يعد بناء شبكة قوية والبحث عن فرص التوجيه أمرًا ضروريًا أيضًا للنمو الوظيفي.
والأهم من ذلك، كن شغوفًا بما تفعله وأسعى جاهدًا لإحداث تأثير إيجابي.