وزارة النفط تنظم حلقة نقاشية حول مشروع الحفر البحري
* الشيخة تماضر الصباح: الحفر البحري بداية لعصر جديد من النفط والغاز
* “نفط الكويت” 150 ألف برميل نفط يومياً و150 مليون قدم مكعبة غاز من المنطقة البحرية بحلول 2040
* الانتهاء من المرحلة الأولى من الحفر البحري في نهاية 2026
عبدالله المملوك
نظمت وزارة النفط صباح اليوم حلقة نقاشية بعنوان (مشروع الحفر البحري) والتي حاضر فيها من شركة نفط الكويت كلاً من كبير الجيوفيزيائيين ميثم إبراهيم وكبير الجيولوجيين إيمان الشهري، وحضرها موظفو الشئون الفنية والاقتصادية وموظفي مؤسسة البترول الكويتية والضيوف من الهيئة العامة للبيئة ووزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة ومعهد الكويت للأبحاث العلمية ومنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) وطلبة وطالبات كلية الهندسة والبترول في جامعة الكويت والإعلاميين.
وفي بداية الحلقة النقاشية، رحبت مديرة العلاقات العامة والإعلام في وزارة النفط الشيخة تماضر الصباح بالحضور، وأشادت بالجهود التي تقوم بها شركة نفط الكويت في عمليات الاستكشاف والإنتاج والتي تكللت باكتشاف حقل النوخذة في المياه الإقليمية الكويتية، مشيرة إلى أن الحقل يعتبر بداية عهد جديد لاستكشاف الموارد البحرية، حيث يمثل علامة فارقة تمهد الطريق لجعل الكويت رائدة في إنتاج النفط والغاز من المياه الإقليمية، مما يعزز دور البلاد كمصدر رئيسي للطاقة على المستوى الإقليمي والعالمي.
وقالت إن الحفر البحري يمثل بداية لعصر جديد من النفط والغاز في الكويت، حيث يتماشى مع خطط البلاد النفطية التي تهدف إلى زيادة الإنتاج لمستوى 4 ملايين برميل نفط يومياً.
وأشارت الصباح إلى أن المشروع يضع دولة الكويت على خريطة المنتجين الإقليميين الرائدين كمشغل بحري بارز وفق المعايير الدولية، وسيوفر الحفر البحري فرصاً لتطوير كوادر وطنية مؤهلة، من خلال الشراكات الدولية وبرامج التدريب، مما يعزز من قدرة البلاد على المنافسة في هذا المجال المتقدم.
بدورهم استعرض كلاً من كبير الجيوفيزيائيين ميثم إبراهيم وكبير الجيولوجيين إيمان الشهري تاريخ الاستكشاف البحري في دولة الكويت إذ قالا انه في عام 1961 تم تنفيذ أول مسح زلزالي استكشافي بحري عن طريق شركة شل، وفي عام 1962 تم حفر أول بئرين استكشافيين بحريين عن طريق شركة شل، وفي عام 1963 قامت شركة نفط الكويت بحفر أول بئر بحري بالقرب من جزيرة فيلكا وكذلك تم حفر آبار استكشافية أخرى وآبار حقل المدينة في جون الكويت، وفي عام 1981 قامت شركة نفط الكويت بمسح استكشافي بحري ثنائي الابعاد لمساحة 6 الأف كيلو متر مربع، وفي عام 1983 وبناء على نتائج المسح الزلزالي تم حفر 3 آبار استكشافية.
وذكرا إنه في عام 2014 تم الانتهاء من مسح زلزالي ثنائي الابعاد، اما في عام 2018 تم الانتهاء من الدراسة الجيولوجية للمكامن وتحديد أفضل المواقع للحفر الاستكشافي، وخلال عام 2022 تم البدء بمشروع الحفر الاستكشافي البحري في المنطقة البحرية الكويتية بحفر بئر (نوخذة-1) بواسطة منصة الحفر البحري اوريانتيل فينيكس بتاريخ 8 أغسطس 2022، وخلال عام 2023 تم البدء بحفر البئر الاستكشافي الثاني (جليعة-2) بواسطة منصة الحفر البحري أوريانتل دراجون بتاريخ 23 سبتمبر 2023.
وحول تاريخ الاستكشاف البحري قالاً ان مساحة المنطقة البحرية الكويتية تقدر بحوالي 6000 كيلومتر مربع وتم حفر 7 آبار استكشافيه بهدف استكشاف طبقات العصر الطباشيري و4 آبار أعطت نتائج جيده في طبقتين مناقيش ورطاوي، فيما أعطى (بئرHA-0001 ) توقعات بوجود مواد هيدروكربونية في طبقة غاز.
وتناولاً مشروع الاستكشاف البحري الذي تنفذه شركة نفط الكويت حيث قالاً إنه تم إجراء تقييم استكشافي شامل للمناطق البحرية الكويتية، وبناء على الدراسة تم اختيار مواقع الآبار الستة التي تم بدء بها، وهذه المواقع الستة تم اختيارها بناء على عناصر متعددة حيث إنها الأعلى تقييما لاحتوائها على الموارد الهيدروكربونية وتشكل ما نسبته 30% من إجمالي الإمكانيات الهيدروكربونية البحرية لكل من العصرين الطباشيري والجوراسي.
أهداف الإنتاج البحري
وكشفا ان مجموعة الاستكشاف في شركة نفط الكويت تواصل جهودها من خلال استكشاف الموارد البحرية، مع إلتزامها بتحقيق إنتاج محتمل يبلغ 150 ألف برميل من النفط يوميًا و150 مليون قدم مكعب قياسي يومياً لدعم شركة نفط الكويت في تحقيق أهداف استراتيجيتها لعام 2040، كما ان مبادرات الاستكشاف البحري تشكل نسبة 25% من هدف الإمكانيات النفطية المتبقية لعام 2040.
أما الطبقات الجيولوجية المستهدفة من مشروع الحفر البحري قالا إنها تتكون من 6 آبار كالتالي: 3 آبار تهدف لاستكشاف طبقات العصر الطباشيري تتمثل في كلا من نوخذه 1 وجليعه 2 وجزه 1، و3 آبار أخرى تهدف لاستكشاف طبقات العصر الجوراسي تتمثل في نوخذه 2 وجليعه 3 ورخوه 3.
وعن باكورة الآبار الاستكشافية البحرية (بئر نوخذة-1) أوضحا أنه تم بدء حفر البئر (NO-0001) على بعد 74 كيلو متر من مدينة الكويت داخل المياه الدولية الكويتية في 8 أغسطس 2022، وكان الهدف من هذا الحفر هو إثبات وتأكيد وجود الهيدروكربونات وإنتاجيتها من التكوينات الجيولوجية المختلفة.
وذكرا انه تم الإعلان عن اكتشاف كميات تجارية من النفط الخفيف والغاز المصاحب في حقل النوخذة البحري الذي يقع شرق جزيرة فيلكا في المياه الاقتصادية الكويتية، والإنتاج اليومي من البئر (نوخذة – 1) من طبقة المناقيش الجيولوجية يصل إلى نحو 2800 برميل من النفط الخفيف و7 ملايين متر مكعب من الغاز المصاحب، وخلال الاختبار تبين أن البئر كان ناجحًا جدًا من ناحية الاستكشاف، حيث أظهرت النتائج الأولية نتائج واعدة ومهمة للنفط الخفيف والغاز المصاحب من تكوين المناقيش الجيولوجي في قطاع النوخذة البحري.
واستعرضا طبقة مناقيش الجيولوجية حيث قالاً طبقة مناقيش تعتبر من الطبقات العصر الطباشيري السفلي، كما تعتبر طبقة مناقيش من الطبقات المنتجة للنفط في حقول جنوب غرب وشرق الكويت مثل حقل مناقيش، ام قدير وحقل برقان وتقع طبقه مناقيش بين طبقتي رطاوي اعلاها ومكحول اسفلها وتعتبر طبقة جيرية كلسية.
وحول الخطة المستقبلية للحفر البحري قالاً إنه تم إثبات النظام البترولي في حقل النوخذة البحري وذلك من خلال اكتشاف جديد للهيدروكربونات، تم تحديد 5 مواقع آبار استكشافية أخرى لتقييم الإمكانيات الهيدروكربونية في عمليات الحفر الحالية، ويتطلب القيام بمسح زلزالي ثلاثي الأبعاد (3D Seismic) للمرحلة التقييمية، للحصول على فهم أفضل لإمكانية الاستكشاف البحري وتقييم الاحتياطيات المحتملة للهيدروكربونات.
وذكرا أن شركة نفط الكويت تقوم حاليا بالتحضير لمسح زلزالي ثلاثي الأبعاد عالي الدقة يغطي كامل المنطقة البحرية الكويتية، وكما تتم دراسة أفضل الخيارات للإنتاج المبكر من الآبار البحرية المكتشفة ومن ثم تنفيذ البنية التحتية الملائمة وإقامة مرافق الإنتاج ودراسة أفضل الخيارات لإنشاء ميناء خاص بالعمليات البحرية بطاقة استيعابية تخدم 4 منصات حفر بحرية في آن واحد، ومراجعة مواصفات منصات الحفر البحرية وطبيعة العمليات اللوجستية بناء على التجارب الحالية للوصول إلى المواصفات المثلى مما يقلل التكاليف التشغيلية ومدة العمليات، مع المحافظة على الجودة في مراحل المشروع القادمة.
أما في المرحلة الثانية للاستكشاف البحري قالاً إنه سيتم تحديد وحفر من 6 إلى 9 آبار استكشافية أخرى، وسيكون المسح الزلزالي ثلاثي الأبعاد ذا فائدة كبيرة في هذه المرحلة، وسيضيف البئر الجوراسي نوخذة-2 (NO-0002) القادم فهما أكبر للخزانات الطباشيرية في حقل النوحذة البحري، بالإضافة إلى إمكانية إجراء اختبار الإنتاجية اثناء الحفر.
وحول أهمية المشروع قالاً أن الحفر البحري يعتبر مشروع وطني غرضه المساهمة في زيادة احتياطيات دولة الكويت من الموارد الهيدروكربونية، ويهدف كذلك إلى تعزيز مكانة دولة الكويت كأحد المنتجين الموثوقين على مستوى العالم، وضمان استمرارية وجود موارد هيدروكربونية جديدة لتلبية احتياجات السوق العالمي وانضمام دولة الكويت إلى اللاعبين الإقليميين الرائدين كمشغل بحري بارز وفق المعايير الدولية وتطوير مهارات فنية جديدة في الاستكشاف والحفر والإنتاج البحري، ويهدف أيضا إلى خلق فرص عمل جديدة ومتنوعة للمواهب الوطنية وتطبيق التقنيات المبتكرة في جميع التخصصات البحرية بما في ذلك الرقمنة، والتعليم الآلي، والذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات وتفسيرها.
وحول تطورات المشروع أشاراً إلى أن المرحلة الأولى للمشروع تضم حفر 6 آبار بحرية وتم الانتهاء من عمليات حفر واختبار بئر (النوخذة-1) ، ويتم حاليا حفر بئرين بحريين هما (جليعة-2) و(جزة-1) ، وبعد الانتهاء من هذين البئرين، سيتم حفر 3 آبار تستهدف الطبقات الجوراسية في الأعماق السحيقة، ومن المتوقع الانتهاء من المرحلة الأولى في نهاية عام 2026 وسيتم التحضير للمرحلة الثانية من المشروع قبيل الانتهاء من المرحلة الأولى.