اضاءات بقلم : د. على درويش الشمالى
حللت أهلا ووطئت سهلا ً سمو الشيخ محمد بن زايد أل نهيان والوفد المرافق لسموكم بين اشقائك في الكويت مرحباً بكم في بلدكم الثاني الكويت ومرحباً بكم بين أخوانكم في الكويت ، إن الكلمات والحروف تعجز عن أن تسطر ما يجول بخلجات مكنونها عن بالغ السعادة والفرح والسرور لزيارتكم وتشريفكم لنا شعبا وقيادة وأرضاً ، فأهلا وسهلا ومرحبا بكم للمضي قدماً بمسيرة من المودة والعطاء والتعاون والإخاء بين الكويت والإمارات
إننا نعقد دائماً الأمال على مثل هذه الزيارات المتبادلة بين حكامنا وقياداتنا لما تثمره من ارتقاء بالعلاقات بين البلدين الشقيقين إلى آفاق أرحب من أجل تعزيز وتنمية العلاقات والطموحات إلى زيادة حجم التبادل التجاري وفتح مجالات أوسع للتعاون الثنائي ضمن منظومة العمل الخليجي والعربي المشترك وتحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤى البلدين نحو مستقبل أفضل لشعبي البلدين الشقيقين وشعوب المنطقة
زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة حفظه الله إلى دولة الكويت للقاء أخيه صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه اليوم إنما تمنح الأمل والتفاؤل نحو الاستقرار والأمن والأمان بالمنطقة ولاسيما وأنها تأتي تتويجا لنموذج فريد ومتميز من التعاون والتنسيق الدائم بين البلدين الشقيقين لاسيما وأن المنطقة تمر بمرحلة دقيقة وحرجة وتحديات كبيرة أبرزها الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان والتي تحتاج إلى التنسيق والتشاور المستمرين بين قيادتي البلدين الشقيقين
نعم إن زيارة ” بن زايد ” تعد تاريخية بكل المقاييس لتجسد عمق العلاقات الثنائية الراسخة والوثيقة وتترجم طبيعة ومتانة العلاقة بين الأسرتين الحاكمتين والشعبين الشقيقين في مختلف المجالات إلى جانب ما وصلت إليه العلاقات الآن من تقدم وازدهار.
حقاً نحن شعوب البلدين نتطلع إلى مزيد من التعاون والتفاعل والتعاضد بين بلداننا الخليجية والعربية وبين قياداتها من أجل تحقيق الإستقرار ووقف الصراعات والحروب والكوارث الناتجة عن تلك الصراعات وفي الختام لا يسعنا في هذا المقام إلا أن نستذكر المسيرة الزاخرة للعلاقات الأخوية بين دولة الكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة طوال عقود طويلة والقائمة على الوحدة المصير والتعاون الثنائي المتعدد المجالات السياسية والاقتصادية والمالية والتعليمية والتربوية والثقافية وفي تنمية التجارة البينية من أجل تحسين حياة الأجيال القادمة
واستطلع في ظل هذه المناسبة حجم الأعمال والعلاقات المشتركة بين الكويت والإمارات وعلى مر السنوات، اتخذت هذه العلاقات طابعاً أكثر استراتيجية، خاصة مع بروز الحاجة إلى تنويع مصادر الدخل بعيداً عن الاعتماد على النفط كمصدر أساسي حيث ترتبط الإمارات والكويت بعلاقة تجارية تاريخية عريقة وأهداف مشتركة لتعزيز مكانتهما الخليجية على الساحة العالمية من خلال توثيق التعاون التجاري والاقتصادي وقد أسهمت عوامل مشتركة؛ مثل البنية التحتية المتطورة، والسعة التخزينية، وتيسير سلاسل الإمداد بين البلدين، في خلق بيئة تجارية قوية انعكست آثارها بوضوح على حجم التبادل التجاري بينهما.
واثمرت تلك العلاقات إلى تحقيق نمو ملحوظ في العلاقات التجارية بين الإمارات والكويت، حسب الإحصاءات في النصف الأول من العام الحالي، حيث بلغت نحو 6.42 مليارات دولار، بينما تجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين 12.2 مليار دولار خلال عام 2023، منها 9.7 مليارات صادرات وإعادة تصدير، و3.2 مليارات واردات، وفق بيانات المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء.
كما تُظهر البيانات التراكمية للتجارة بين البلدين، خلال السنوات العشر الماضية من 2014 إلى 2023، زيادة بنحو 75% في حجم التبادل التجاري، بإجمالي بلغ أكثر من 92 مليار دولار خلال تلك الفترة ،وشهد السوق الكويتي مشاركة نحو 133 شركة إماراتية في قطاعات مختلفة، من أهمها الأمن الغذائي، والذكاء الاصطناعي، والبنية التحتية، والخدمات اللوجستية، وصيانة الطائرات، وصناعة السفن.
ويعد ذلك دليلاً واضح على اهتمام الشركات الإماراتية بالسوق الكويتي الواعد، واهتمام القطاعين الخاص والحكومي في الكويت بالاطلاع على منتجات وخدمات شركات الإمارات، وبحث فرص التعاون والاستثمار معها، ايضاً هناك العديد من مذكرات التفاهم من أجل زيادة حجم التبادل التجاري والبحث في إقامه المشاريع المشتركة فيما بينهما، “لكن يبقى هناك طموح للوصول إلى التكامل الاقتصادي بين البلدين، والانتقال إلى العلاقة التشاركية التكاملية”.
فأهلا ومرحباً بكم سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في بلدكم الشقيق الكويت .
.