مقالات

عام التفاؤل ..بحلول شهر رجب

 

بقلم د. محمد جميل الشبشيرى

مما يحمل على التفاؤل والأمل أن عام 2025 بدايته مع أول يوم في شهر رجب، نسأل الله عز وجل أن يجعله عام خير وبركة علينا وعليكم وعلى جميع المسلمين يا رب العالمين. شهر رجب، كما هو معلوم، من الأشهر الحرم التي خصها الله بفضل ومكانة عظيمة في الإسلام، حيث قال الله تعالى:
﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ﴾ (التوبة: 36).

شهر رجب يُعد من الأشهر التي تُعظَّم فيها الحسنات وتُضاعف فيها السيئات، وهو فرصة للتقرب إلى الله بالابتعاد عن المعاصي والإكثار من الطاعات. كما أنَّه يُهيئ النفوس لاستقبال شهر رمضان، مما يجعله محطة روحانية عظيمة. لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم تخصيص عبادات معينة لهذا الشهر، ولكن الاجتهاد في الطاعات بشكل عام كالصيام، والصدقة، وذكر الله تعالى يُعد من الأعمال المستحبة فيه. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول عند دخول رجب:
“اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبَ وَشَعْبَانَ، وَبَلِّغْنَا رَمَضَانَ” (رواه أحمد).

ومع بداية هذا الشهر الكريم، تُستحضر وصية النبي صلى الله عليه وسلم حين قال:
“ما مَثَلُ الدُّنْيَا في الآخِرَةِ، إلَّا مَثَلُ ما يَجْعَلُ أحَدُكُمْ إصْبَعَهُ في اليَمِّ، فَلْيَنْظُرْ بمَ يَرْجِعُ.” (رواه مسلم).

الدنيا مهما طالت فهي قصيرة وزائلة، وشهر رجب بما يحمله من فضل يُذكر بأن هذه الأوقات التي نعيشها هي فرصة للتزود للآخرة، والسعي لما يُقرب إلى الله. نسأل الله أن يجعل هذا العام عاماً مباركاً، وشهر رجب بداية لخير وبركة، وأن يوفق الجميع لاستثمار الأوقات فيما ينفع ويرضي الله، وأن يرزقنا وإياكم الثبات والهداية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى