أهم الاخبارمقالات

     التحول الرقمي … يهدد حركة التوظيف الحكومي

 

وجهة نظر يكتبها صالح ناصر الصالح 

إن التحول الرقمي المستدام هو البوصلة التي توجهنا نحو مستقبل حيث تعمل التكنولوجيا على تمكين المجتمع مع الحد من بصمته البيئية. ومن خلال تبني الممارسات المستدامة في مساعينا الرقمية، يمكننا ضمان توزيع أكثر عدالة للفوائد والحد من تأثيرنا على الكوكب، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى تحسين نوعية الحياة للجميع.

 ويأتي مفهوم التحوُّل الرقمي أنه هو العملية التي تطبقها المؤسسة لدمج التكنولوجيا الرقمية في جميع مجالات الأعمال. تغير هذه العملية بشكل أساسي الطريقة التي تقدم بها المؤسسة القيمة للعملاء. تعتمد الشركات تقنيات رقمية مبتكرة لإجراء تحوُّلات ثقافية وتشغيلية تتوافق بشكل أفضل مع متطلبات العملاء المتغيرة. ومن أمثلة التحوُّل الرقمي ما يلي: بدء الشركات في إنشاء حلول رقمية، مثل تطبيقات الجوَّال أو منصة التجارة الإلكترونية وترحيل الشركات من البنية التحتية القائمة على أجهزة الكمبيوتر المحلية إلى الحوسبة السحابية

وايضا اعتماد الشركات للمستشعرات الذكية لخفض تكلفة التشغيل وبناءا علي ما سبق هل سيؤدي التحول الرقمي إلي تقليص الفرص الوظيفية للخريجين الجدد أو بالأحري هل ستتوقف الحكومات عن التوظيف ؟ وهنا نتوقع تغييرات  وتقليص في معدلات التوظيف الحكومي مع اكتمال التحول الرقمي بنسبة لا تقل عن 30% خلال السنوات القادمة بعد عام 2030 مما يؤثر سلبا على الوظائف الجديدة للمواطن

أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء ومعالجة البيانات الضخمة والرقمنة في جميع الخدمات «هدف للتحول الرقمي إلى بيئة «لا ورقية» وإلى وزارات وهيئات رقمية تعمل بلا توقف لتصل إلى أيدي المواطنين عبر منظومة موحدة تملك أعلى المعايير الدقة في تقديم الخدمات وسهولتها وتنظيم عملها».

كما أن الرؤية الاستراتيجية والمستقبلية  للدولة تستلزم أن تكون جميع المشاريع القادمة رقمية وعليها أن ترتبط ارتباطا وثيقا بذلك ومنها على سبيل المثال تطبيق «سهل» ومشروع «مركز البيانات الوطني» و«سياسة الحوسبة الحسابية ” وتأتي  ضرورة التحوّل الرقمي” كيفية تنفيذ الإجراءات والمهارات والتقنيات الجديدة للحفاظ على القدرة على المنافسة في عالم التكنولوجيا دائم التغير. وخلال فترة ما بعد الجائحة، يجب أن تكون لدى أي مؤسسة القدرة على التكيف السريع مع التغيرات  ولذا ينصح الخبراء  المؤسسات والهيئات و الشركات أن تتبني إستراتيجيات التحوّل الرقمي إذا كانت ترغب في مواكبة التطورات التكنولوجية لتحسين الإنتاجية

حيث يمكن للتقنيات الناشئة مثل الخدمات السحابية توفير الوقت وتحسين الكفاءة في جميع أنواع إجراءات الأعمال. على سبيل المثال، يؤدي استخدام تقنية رقمية مثل الذكاء الاصطناعي إلى توفير مساحة للموظفين للتركيز على المهام التي تتطلب الإبداع وحل المشكلات. وبالمثل، فإن إجراء تحليلات البيانات باستخدام تعلّم الآلة يمكن أن يمنحك رؤىً جديدة لتحقيق أهداف أعمالك بصورة أسرع.

ومن الطبيعي ان يشعر الموظفون بالدعم، وليس التهديد، من خلال تبني تقنية تحويلية ولا يمكن لنماذج الأعمال الرقمية الجديدة تحقيق النجاح إلا إذا تبناها الموظفون بكل إخلاص ويمكن تحقيق ذلك من خلال لتدريب واستقطاب المواهب المناسبة والحفاظ على المواهب الحالية عن طريق خلق فرص نمو لهم.

التغيير

تؤدي الجهود المبذولة في التحوّل الرقمي إلى إحداث تغيير في جميع جوانب الأعمال ويُعد التخطيط أمرًا بالغ الأهمية لتجنب التشوش واستنفاد الطاقات بسبب التغيرات غير المتوقعة. ويجب عليك توفير الأدوات اللازمة لتحقيق التحوّل الرقمي الناجح.

الابتكار

رغم الصلة الوثيقة التي تربط بين التحوّل الرقمي والابتكار، إلا أنهما ليسا متطابقين. فالابتكار هو توليد الأفكار التي تقود التحوّل وتوجهه. وستحتاج إلى توفير مساحة من التواصل المفتوح والتعاون والحرية الإبداعية التي تشجع الموظفين على التجربة. وبعد اختبار الفكرة، يمكنك متابعة التحوّل الرقمي لتنفيذه على نطاق واسع.

القيادة

يجب أن يتصف قادة الأعمال بالاستباقية وأن يتولوا جميع التحوّلات الرقمية. يجب التفكير في المستقبل، واستكشاف أي تقنية من عدة زوايا مختلفة، وإلهام الآخرين لفعل الشيء نفسه.

الثقافة

حينما ينفذ قادة التحوّل الرقمي الركائز الخمس السابقة، ستظهر ثقافة الابتكار. وبفضل وجود موظفين متحمسين يتلهفون إلى تقديم أفضل تجربة ممكنة للعملاء، ستتوسع مبادرات التحوّل الرقمي وسرعان ما ستحقق النجاح.

وكما هو معروف يشمل التحوُّل الرقمي على أربعة أنواع رئيسية  يمكن لأي مؤسسة أن تتبناها وهي عملية الأعمال ونموذج الأعمال ومجال الأعمال والمؤسسة أو الثقافة

لنستكشف هذه الأنواع بمزيد من التفصيل مع ذكر بعض الأمثلة للتحوّل الرقمي.

عملية الأعمال

يتطلع تحويل العمليات إلى الطرق المبتكرة لتحسين مهام سير العمل الداخلية والخارجية الحالية. وغالبًا ما تتغير التقنيات الجديدة وتحسِّن الإجراءات بشكل جذري لتحقيق نتائج أفضل للأعمال..

مواءمة التحوّل الرقمي مع أهداف شركتك

إن تخطيط مشروع التحول الرقمي يجب أن يتمحور حول الخطط العامة لمنظمتك وليس على تقنية بعينها. تساعد مجالات التركيز الأساسية أيضًا في تحديد مؤشرات الأداء الرئيسية، والحفاظ على إمكانية قياس التحول، وتسريع وقت تحصيل القيمة.

تطوير إثبات المفهوم

يمكن للمبادرات جيدة البدء أن تظهر نتائج قابلةً للقياس في غضون ستة أشهر أو أقل. وسيكون من الأفضل وضع إستراتيجيات أولية توضح عائد الاستثمار وتحظى بتأييد القيادة. بعد ذلك يمكن تعديل هذه النماذج الأولية وتوسيع نطاقها تدريجيًا في جميع أرجاء المؤسسة.

سلبيات التحول الرقمي

ويعد التأثير المزدوج للتحول الرقمي  سلبياً وايجابياً  امر مفروض علينا  في حين أن سد الفجوة الرقمية بحلول عام 2030 يعد هدفًا جديرًا بالثناء، فمن الأهمية بمكان أن ندرك أن التقنيات الرقمية يمكن أن يكون لها آثار عكسية على أهداف التنمية المستدامة. ويشمل ذلك تعزيز الاستهلاك، وتفاقم التأثيرات البيئية، وتعميق الفجوة الرقمية، وتعطيل أسواق العمل، وتعزيز القوة بين قِلة مختارة على الأغلبية. إن الموازنة بين التأثيرات الإيجابية والتخفيف من العواقب السلبية أمر ضروري لتحقيق التقدم المستدام.

ويخدم التحول الرقمي العملية التعليمية حيث ستكشف مسار التعلم الإلكتروني المجاني هذا الدور التحويلي الذي يمكن أن تلعبه الحلول والابتكارات الرقمية في تعزيز الاستدامة البيئية والاجتماعية، وعلى وجه الخصوص، كيف تدعم التقنيات الرقمية التحول الأخضر وكيفية تأمين التحول الرقمي الأخضر.

ولاشك أن التحول القمي يدفع مؤسسات الدولة نحو الاقتصاد الرقمي وتحفيز رحلة التحول الرقمي كما يعزز من الوضع الحالي للاقتصاد الرقمي وتقييم تأثيره المستمرعلى المواطنين والعملاء والموظفين والمؤسسات ومعالجة التحديات الرئيسية التي يجب التغلب عليها وتحديد أفضل الممارسات والاستراتيجيات التي أثبتت جدواها لدفع النجاح في المستقبل  دون النظر إلي توظيف المواطنين للحصول على رواتب من الدولة بدون نتائج ايجابية للمصلحة العامة  وهنا نجد أن التحول الرقمي سيقلص حجم التوظيف بشكل كبير

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى